الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية @ 32ـ دور المعجزة النبوية في تقوية الإيمان


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 2063
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

لقد أيَّد الله تعالى رسله الكرام بالمعجزات الباهرات، التي يستدل بها المكلَّفون على صدقهم، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: (( ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثلُهُ آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة )).

فما من نبي إلا أيَّده الله بشيء من هذه المعجزات، وخوارق العادات التي لا يقدر على مثلها إلا الله، ولا يلتبس أمرها على الخلق، كإحياء الموتى، والطوفان، وشق البحر، ونبع الماء من الصخر، وتحول العصا إلى حية، والصيحة، والريح، ونحوها من المعجزات الباهرة التي لا يمكن أن تصدر عن غير الله U، وهذا محك للتفريق بين المعجزات وغيرها من خوارق الأحوال، التي يمكن أن تجري -بإذن الله- على يد بعض الكهان والسحرة، إلا أن معجزات الأنبياء جميعاً انقرضت بزوال عصورهم، ولم يشاهدها من البشر إلا من حضرها؛ حيث تعلَّق تأثير المعجزة بأمد بقاء الرسالة، ولما كانت بعثة محمد r هي الخاتمة والدائمة، وحاجة الناس إلى المعجزة قائمة دائمة، فقد أيَّد الله تعالى نبيه محمداً r بنوعين من المعجزات:

الأول: ما شاهده الناس في زمنه من المعجزات التي بلغت الألف، مثل: انشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنين الجذع، وغيرها من المعجزات الموافقة في طبيعتها لمعجزات من كان قبله من الأنبياء.

الثاني: المعجزة الدائمة التي تفرَّد بها عليه الصلاة والسلام عن سائر الرسل والأنبياء، وهي معجزة القرآن الكريم، بما حواه من البلاغة، والأحكام، والنظم، وغيرها من وجوه وجوانب الإعجاز، مع بقائه على الدوام إلى نهاية الحياة البشرية على الأرض، وحتى قرب قيام الساعة.

فالاطلاع على هذه المعجزات يقوي الإيمان بالرسل وبخاتمهم عليه الصلاة والسلام؛ إذ يدرك المكلف أن هذه الخوارق العظيمة لا يمكن أن تكون إلا من عند الله تعالى، تأييداً لرسله الكرام عليهم جميعاً الصلاة والسلام.