الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية @ 26ـ القرآن صلاح الدنيا والآخرة
إن من الثابت يقيناً أن: "مراد الله من الأديان كلها منذ النشأة إلى ختم الرسالة واحد، وهو حفظ نظام العالم، وصلاح أحوال أهله"، ويظهر ذلك بوضوح للمتأمل في كتاب الله تعالى؛ إذ إن أحكامه إنما وضعت لمصالح العباد، وأنها جاءت لإقامة الدنيا والدين، فالاقتناع بأن الكتاب -القرآن الكريم- يتضمن صلاح الدنيا التي يتخوف الناس من خرابها، وأنه في الوقت نفسه صلاح الآخرة التي إليها المصير: يُحفِّز نحو العمل به، ووضع أحكامه موضع التنفيذ؛ إذ ليس من حكم من الأحكام -التي جاء بها الكتاب- إلا ويتضمن جلب مصلحة، أو درأ مفسدة، أو كلا الأمرين معاً، كما أن واقع الأنظمة غير الإسلامية -المعرضة عن الكتاب- شاهد على إفسادها لغالب أمور الدنيا، وكل أمور الآخرة.
كما أن مبدأ الوسطية والاعتدال فيما جاء به الكتاب يعد من وسائل التشجيع على الأخذ به وممارسته؛ إذ إن "الشارع لم يقصد إلى التكليف بالشاق والإعنات فيه"؛ بل جرت أحكامه على مقتضى الطريق الوسط العدل، الآخذ من كل طرف بقسط يتناسب مع قدرات العباد وقد أدرك هذه الحقيقة وعبَّر عنها المؤرخ الغربي "ول ديورانت" حيث قال: "الإسلام أبسط الأديان كلها وأوضحها".