الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية @ 19ـ استشعار الأنس بالملائكة
يمثل الشيطان - بقدرة الله تعالى- قوة الشر، إلا أنها قوة بلا سلطان ما دامت لم تتمكن من هوى الإنسان، وفي الجانب الآخر جعل سبحانه الملك قوة الخير التي تقابل قوة الشر، حتى إن لفظ الملك ومشتقاته في القرآن الكريم تساوي في العدد لفظ الشيطان ومشتقاته، مما يوحي بازدواجية التأثير -خيره وشره- وبإمكانية تغليب أحد التأثيرين على الآخر من خلال الاتصال بعالم الملائكة الكرام فيضعف بذلك تأثير كيد الشيطان، كما أن هذه المساواة في ازدواجية التأثير تدل على أن الله تعالى لا يجبر الإنسان المكلف على فعل الخير ولا على فعل الشر- وإن كان كل ذلك بقدر منه قد سبق- فالناس جميعاً أمام هذين التأثيرين متساوون، إلا أن الإنسان هو الذي يختار لنفسه بعد ذلك فعل الخير أو الشر.
ويحصل استشعار معيَّة الملائكة، وتأييدها للمؤمنين في المواقف المختلفة، فيشعر المؤمن بالسكينة عند مجالس الذكر حيث تحضر الملائكة لتستمع مع المؤمنين، ويحصل منها تأييد الضعفاء والمساكين، وإدخال الأمل عليهم، وإشعارهم بالأنس مع قلَّة الرفيق من الأنس بل قد يصل الأمر بالملك أن يتلبَّس بالمؤمن الطاهر إن بات على وضوء حتى يصبح؛ ففي الحديث: (( من بات طاهراً بات في شعاره ملك، فلم يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهراً))، وهذا التَّلبُّسُ الملائكي يقابل تلبُّسَ الشياطين بأوليائهم من الكفرة والفجرة.
إن المؤمن الذي يدخله هذا الاستشعار المؤنس: لا يعرف الملل والسآمة في غالب أوقاته، ولا يشعر بالهزيمة أمام مشكلات الحياة، ويغلب عليه الاستقرار النفسي والسكون.