الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية @ 17ـ موالاة المؤمن للملائكة ومحبَّتهم
إن إدراك المؤمن لطبيعة الملائكة الخيِّرة، وطبيعة الاهتمام والحرص من هذه الكائنات تجاه المؤمنين: يبعث في نفسه روح الولاء والمحبة تجاه هذه الكائنات المباركة الصالحة، فمع تسبيحها لله تعالى، وتمجيدها له سبحانه: تستغفر للمؤمنين، وتدعو لهم بالهداية والنور، وتبعث في نفوسهم الأمل والطمأنينة، وتُذهب عنهم -بإذن الله تعالى- الحزن والخوف، مع شفاعتها للعصاة منهم عند رب العالمين إلى جانب ذلك حرصها على استزادة المؤمنين الصالحين من الطاعات، وسؤال الرب U أبواب الخير لهم، ففي الحديث عنه r في الرجل المريض الذي يعجز عن العمل بالطاعات تقول الملائكة: "يا ربنا عبدك فلان قد حبسته، فيقول الرب U : اختموا له على مثل عمله حتى يبرأ أو يموت".
إن استشعار هذا الولاء من الملائكة، يبعث في نفس المكلف روحاً تحمل ولاءً، وحباً صادقاً تجاه هذه الكائنات الكريمة، المغايرة في طبيعتها، وأصل خلقتها للإنسان فلا تحصل النفرة التي يستلزمها اختلاف الطبيعة بينهما ما دام أنه وُجد الولاء والمحبة بين الكيان الملائكي، والكيان البشري، فلا يضر اختلاف النوعين.