الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية @ 16ـ إقرار العقل الصريح بوجود الملائكة


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 2005
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

وكما أن الوحي الصادق صرَّح بوجود الملائكة، ووجوب الإيمان بهم على ما بَيَّن الله في كتابه، وعلى لسان رسوله r فإن العقل الصريح لا يحكم باستحالة وجودهم؛ بل يُقرُّ به، فالأصل أن العقل يُقبَل حُكْمُهُ في الأمور المادية المحددة ضمن قدرات الإنسان، أما العالم الغيبي فلا مجال لحكم العقل فيه بإيجاب أو نفي؛ فليس "من المقبول منطقياً التعلُّل بعدم رؤية الملائكة لرفض وجودهم، فكثير من الكائنات الدقيقة لا نراها بالعين المجردة، ولا تظهر إلا بعد تكبيرها وتقريبها بوسائل وأجهزة خاصة، ولا يعني عدم رؤيتها عدم وجودها"، كما أن العلم الحديث المعاصر -بإقرار أهله- لا يستطيع أن ينفي وجود حياة من نوع آخر في أجرام أخرى في السماء، فكيف يسوغ لأحد أن ينكر وجود الملائكة لمجرد أنه أمر غيبي.

ولو قُدِّر أن رجلاً نظر إلى الأرض من كوكب آخر -دون سابق معرفة له بحقيقة كوكب الأرض- فإنه لا يستطيع أن يجزم بأن عليها حياة، وكذلك البدوي الذي لم يعرف طبيعة المدن: لو رأى مدينة عن بعد فإنه لا يرى سكَّانها، فقد يجزم بخلوها من الخلق، في حين يعلم البدوي أن القرية الصغيرة التي يسكنها ويعرفها قد ملئت بالناس والدواب، فكيف بما هو أعظم منها في ملكوت الله تعالى المتقن، فإن العقل لا يُحيل وجود مخلوقات كالملائكة تسكنه وتعمره.

إن العقل البشري الصَّريح لا يمكن أن يُعارضه النقل الصحيح، فإن حصلت معارضة -وهو مُحال- كان النقل الصحيح مقدماً على العقل؛ لثبوت صحة خبر الرسول r بالعقل والنقل، فكل ما أخبر به لا بد أن يكون أيضاً صحيحاً نقلاً وعقلاً.