الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية للطفل @ 14ـ آداب اللباس للولد المسلم
اللباس نعمة من نعم الله U على بني آدم. فقد امتن الله عليهم بها فقال: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ …} [الأعراف:26]. فاللباس نعمة من نعم الله، يستتر به الإنسان، ويتزين، ويتنعم بما خلقه الله له من أنواع اللباس، فمنها المخصص للبرد، ومنها للحر، ومنها للربيع. وكل ذلك من تمام فضل الله ومنته على خلقه.
وقد استحب الرسول r من ألوان اللباس: الأبيض، وحث على لبسه فقال: ((البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب)). كما جاءت الرخصة في لبس الأحمر، والأخضر، والأسود، من الثياب. على أن لا تكون ألواناً داكنة ليس معها لون آخر، فإنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يلبس الأحمر، أو الأسود، أو المُصبَّغ. وإذا لبس الحلة اليمانية رُئيت فيها ألوان أخرى مثل البياض والسواد.
ويفضل للأب تعويد ولده لبس الأبيض من الثياب، وذلك اتباعاً للسنة أولاً، ثم لحسنها ونقائها، وذلك يكون عند خروج الولد للزيارة، أو الصلاة أو لمقابلة الناس.
أما الملابس الملونة - غير المنقوشة - فتكون للبيت واللعب، على أن لا تكون لوناً واحداً داكناً، علماً بأن أكثر ملابس اللعب الخاصة بالأولاد ملونة بغير الأبيض، وذلك لأن الملابس الملونة بطيئة الإتساخ، وأكثر تحملاً لما يعلق بها من جراء لعب الأطفال.
أما الملابس الملونة المنفوشة فهذه تخص النساء، يقول مسكويه رحمه الله منفراً الولد منها: ((وليعلم أن أولى الناس بالملابس الملونة والمنقوشة النساء اللاتي يتزين للرجال ثم العبيد والخول، وأن الأحسن بأهل النبل والشرف من اللباس البياض وما أشبه)).
ويتعود الولد لبس الأبيض من الثياب بالقدوة، فيحرص الأب على لبس الثوب الأبيض، ويحرص على شرائه لولده ولا يطاوعه في غير الأبيض، إلا في ملابس اللعب واللهو؛ لما تقدم.
ويُحفَّظ الولد آداب لبس الثوب ونزعه، فعند لبس الثوب الجديد يُعلَّم قول الرسول r: ((الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة))، وعندما ينزع ثيابه يقول: ((بسم الله))، وذلك ليستر عورته عن أعين الجن.
ولا بأس بلبس ما يسمى ((بالبنطلون)) لأنه أنفع لكثرة حركة الأولاد، وأطول بقاء، مع مراعاة أن يكون فضفاضاً غير ضيق واصف لهيئة الجسم، ويُراعى أيضاً أن لا يكون شفافاً، فإذا رُوعي ذلك كان جائزاً.
ويعود الولد على لبس النعال؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ((استكثروا من النعال؛ فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل)). ويُحث على لبس حذائه خاصة أثناء اللعب خارج البيت، لاحتمال وطئه شيئاً حاداً يجرحه ويؤذيه.
ولا بأس بأن يؤخذ الولد بشيء من الخشونة في بعض الأحيان في ملبسه ومأكله ومشربه وأن يسير على الأرض بغير حذاء، فلا بأس بذلك في بعض الأحيان لتعويده على الخشونة. فإذا خرج الجميع للنزهة في بعض الأوقات، أمر بخلع نعاله والسير على الأرض أو الصخر بالقدمين حافيتين، مع مراعاة عدم التكلف في ذلك بما يعود على الولد بالضرر والأذى.
ويلاحظ الأب ولده عند لبس النعال، فيأمره بأن يبدأ باليمين ثم الشمال؛ لأنه السنة. وكثير من الأولاد يبدؤون بالشمال، وربما لبس بعضهم حذاء اليمنى في القدم اليسرى، وبالعكس. والأفضل توجيه الولد قبل أن يقوم باللبس، فيشار إلى قدمه اليمنى ليبدأ بها إن كان الولد لا يميز بينهما. وبذلك يتعود تقديم قدمه اليمنى دون شعور؛ لأنه لم يتعود - أصلاً - تقديم قدمه الشمال. ومن الخطأ تركه يبدأ بأي قدم شاء ثم تصويب خطئه بعد ذلك، وأقل ما في ذلك من الخطأ التربوي أن تتعود قدمه الشمال التقدم في بعض الأحيان، إلى جانب أنه يتضايق من كثرة الأوامر خاصة إن أُمر بالنزع ثم اللبس من جديد، وتزيد المسألة كراهة عند الولد إذا كانت أمام الناس.