الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية البيئية للطفل @ 1ـ أنس الطفل بالبيئة من حوله
يضع الإسلام للإنسان أطر التعامل مع كل من حوله من البشر بجميع فئاتهم، فينظم أساليب التعامل وحدودها ليعيش المسلم في جو من الألفة والراحة النفسية، لمعرفته الطريق الأمثل في علاقاته بالناس، وهذا لا يكون إلا للمسلم الذي يستمد هذه التوجيهات والأساليب من وحي الله المبارك في كتابه المنزل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
ولا يقتصر الإسلام في منهجه الشامل على تنظيم علاقات المسلم بالناس فحسب، بل يتعدى ذلك ليحدد أسلوب وعلاقة المسلم بغير المكلَّفين من الحيوان والجماد، فيُؤمر بقتل بعض الحيوانات والحشرات، ويُنهى عن التعرض للبعض الآخر منها، ويُؤمر بعدم شتمها أو تحريقها؛ لما تقوم به من ذكر لربها وتسبيح له، وفي جانب الجماد، تأتي النصوص في القرآن وعلى لسان النبي r تبين كيف يتعامل المسلم مع ما حوله من ظواهر مختلفة، وكيف أن هذه الجمادات تحيى في جو من التسبيح والتهليل.
إن إدراك هذه القضايا، واستشعارها والعيش معها يوقع في النفس الأنس والطمأنينة، فالكل عابد خاضع لله U وتحت قدرته ومشيئته. يقول الأستاذ عبدالرحمن النحلاوي مبيناً أهمية هذا الاستشعار ودوره في تربية الطفل: ((والأنس بما حولنا من كائنات، وحوادث كونية، كلها مثلنا مخلوقة من مخلوقات الله، هذا الأنس من أهم نتائج تعاليم الإسلام ومن آثارالعقيدة الإسلامية … التي يجب رعايتها في نفس الطفل على مر الزمن، فيكسب بذلك الثقة بربه والأنس بمخلوقات الله، ومن ثم يصبح عظيم الثقة بنفسه، لا يخشى شيئاً من ذلك كالظلام والبحر والشلال والحيوانات والرياح والأمطار والبرق والرعد)).
ومن هذا المنطلق تتضح للأب أهمية إحياء ابنه في هذا الجو اللطيف من حياة التسبيح والتمجيد لله U، فيشعره أن الجميع منشغل بالذكر والتهليل حتى وإن بدا لنا غير ذلك، فليس هو الوحيد الذي يذكر الله ويعبده، بل غيره كثير من مخلوقات الله لا تفتر عن ذكره وتسبيحه وتمجيده سبحانه وتعالى.