الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الأسرية للطفل @ 7ـ خطر الخادمةالأجنبية على عقيدة الطفل
7 - خطر الخادمة الأجنبية على عقيدة الطفل
يتزايد الطلب على الخادمات يوماً بعد يوم خاصة في منطقة الخليج، حيث الانتعاش الاقتصادي، ووفرة المال، ويقل الطلب عليهن في أسر الدول الإسلامية الفقيرة دون الأسر الغنية.
وزيادة الطلب على الخادمات في دول الخليج يرجع إلى انشغال الأمهات بالعمل خارج البيت، أو طلباً للراحة، وزهداً في معاناة التربية، أو مسايرة لباقي الأسر في المجتمع طلباً للمساواة والمفاخرة.
ولقد كان للطفرة المالية التي انتعشت بها دول الخليج العربية دور هام وكبير في التوجيه الشديد نحو الترف والتنعم والاستكثار من الخدم والحشم، مما جعل المنطقة مكاناً رائجاً لانتشار مكاتب الاستقدام بصورة ملفتة للنظر، حيث تشرف هذه المكاتب على استقدام الخدم خاصة من دول شرق وجنوب آسيا، مقابل بعض المال، دون ضوابط تخص الجانب العقائدي، أو الخلقي، أو الثقافي.
وهذا التفلت في عدم وضع الضوابط الشرعية اللازمة لتنظيم عملية الاستقدام أدى إلى استقدام أعداد كبيرة من الخدم رجالاً ونساء من جنسيات وديانات مختلفة ومتنوعة دون انتقاء أو اختيار، فاختلط هؤلاء الخدم بالمسلمين، وأشرفوا على تربية أولادهم ورعايتهم، مما يشير وينذر باحتمال ظهور جيل لا يمت إلى المسلمين بغير الأسماء والألقاب، وذلك من جراء اختلاف العقائد، وتباين الثقافات، حيث لا يمكن أن يتربى الولد المسلم على حب الله ورسوله بين يدي مربية بوذية، أو نصرانية.
ولما كان الأمر بهذه الدرجة من الخطورة كان لابد للأب المسلم من الاطلاع والوقوف على خطورة هذا الموضوع، وما يمكن أن يؤدي إليه إهماله، وتسويفه في هذا الجانب، إذ إنه هو المسؤول الأول عن استقامة ذريته، وحسن تربيتها، حيث تدل نتائج بعض البحوث الميدانية في منطقة الخليج على أن أكثر المستقدمات من الخادمات غير مسلمات، إذ بلغت نسبتهن حوالي 60% إلى 75% وعدد كبير منهن ينتمي إلى ديانات غير سماوية تقدس الأوثان، وتعبد الأبقار، وتحوز الديانة النصرانية المرتبة الأولى، حيث إن أكثرهن من النصرانيات، ثم البوذيات، ثم الهندوسيات، ثم المسلمات، والغريب أن حوالي 97.5% منهن يمارسن طقوسهن الدينية حسب الأديان والمعتقدات التي ينتمين إليها ويؤمن بها، مما يشير إلى خطورة هذا الصنف من الخادمات على النشء وتتضح الخطورة بصفة أكبر إذا علم أن حوالي 50% من هؤلاء المربيات يقمن بالإشراف الكامل على الأطفال، مما يؤكد سهولة تأثيرهن في الأولاد، وبث الأفكار، والعقائد المنحرفة في عقولهم، وقد أثبتت بعض الدراسات في الكويت أن 25% من الخادمات يكلمن الأولاد في القضايا المتعلقة بالدين والاعتقاد فالطفل الذي لا يشاهد سوى الخادمة في البيت، ولا يعرف أمه إلا فيما ندر فإنه يأخذ من مربيته "كل ما عندها من مشاعر وقيم ومهارات وخبرات، فهي معلمته وملهمته وسكنه الجسدي والنفسي، وهي كل شيء في حياته"، فهذه العلاقة القوية التي تبنى في سنوات طويلة بين الولد والخادمة الأجنبية تكون جسوراً قوية من الألفة والمحبة، إذ يتعلق الولد بالخادمة تعلقاً يفوق في بعض الحالات تعلقه بأمه، فيتقبل منها كل شيء من تصورات، وأفكار، وعقائد، وغير ذلك؛ إذ إن الطفل لا يميز بين الخير والشر، كما أنه ليس من السهل اكتشاف مكر بعض الخادمات في بث ما يخالف عقيدة الوالدين، خاصة إذا كان الأسلوب المستعمل غير مباشر.
وأقل ما يمكن أن تحدثه الخادمة غير المسلمة في الإخلال بالعقيدة في نفس الولد أن توقع في نفسه حب الكفار واحترامهم، وموافقتهم على دينهم، من خلال حبه لها ولصواحباتها، وهذا هدم لمبدأ الولاء والبراء الذي تقوم عليه عقيدة المسلمين.
ولا بد أن يعرف الأب أن اليهود يعملون في الخفاء بشتى الوسائل ليصلوا إلى البيت المسلم: ويشرفوا بأنفسهم على تربية النشء فكما أفسدوا أبناء النصارى في بيوتهم وفي دور الحضانة التي نشروها وأقاموها في العالم، فكذلك يعملون جاهدين على إفساد أبناء المسلمين في المهد. إما عن طريق دور الحضانة التي تشرف عليها بعض الدول الأجنبية، أو عن طريق تسلل بعض الفتيات اليهوديات إلى البيوت المسلمة لتربية الأولاد، وحضانتهم تحت ستار الخادمات المستقدمات من الخارج، مع تعديل جوازات السفر بما يوافق تحقيق هذه الأهداف الخطيرة وبهذا يتحقق لهؤلاء المفسدين مأربهم الخبيث من إضلال المسلمين عن عقيدتهم وإيمانهم من خلال مهنة الخادمات الأجنبيات في البيوت المسلمة.