الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الأخلاقية للطفل @ 21ـ واقع البرامج التلفزيونية المقدمةللكبار
21 - واقع البرامج التلفزيونية المقدمة للكبار
تنقسم برامج التلفزيون إلى نوعين: برامج تخص الكبار، وأخرى تخص الصغار. ونظراً لمشاركة الأطفال للكبار في مشاهدة جميع برامجهم الخاصة تقريباً، وذلك من جراء الفوضى التي تعيشها الأسرة المسلمة، فلا بد من استعراض واقع برامج الكبار، وأثرها على المشاهد، خاصة وقد لوحظ أن البرامج التي تستدعي انتباه الأطفال هي البرامج المعدة للكبار، حيث تحتل هذه البرامج المساحة الكبرى في التلفزيون الحديث، حيث تتضمن المسلسلات التمثيلية، والمسسرحيات، والمسابقات، والنشرة الإخبارية، وبعض البرامج الرياضية، وغيرها من الفقرات ولكن الملاحظ أن أكثر هذه البرامج -إن لم يكن كلها- لم تنطبع بعقيدة أهل المنطقة الإسلامية، ولم تراع فيها الآداب الشرعية واحترام مبادئ الإسلام، "فالمتأمل لما تبثه الشاشة الصغيرة طوال ساعات إرسالها على القناتين لا يصدق أنه يعيش في مجتمع دينه الإسلام" وذلك لمغايرة معظم البرامج لمفاهيم الإسلام العامة، فما تدور عليه القصص، والروايات، والمسرحيات، والتمثيليات: "لا يزيد على أن يكون علاقات غير مشروعة بين رجل وامرأة أو بين شاب وفتاة، تعطى في القصة أو المسرحية شرعية وواقعية ليست لها في الميزان الإسلامي، ويتم هذا في جو الفن الذي يسبغ على كل شيء جمالاً وجاذبية مهما يكن فيه من الشر".
ويكاد يجمع المهتمون بهذا الجانب التربوي على أن مظاهر الحب، والغرام، والعشق بين الجنسين هي المحور الرئيسي، والقاعدة الأساسية التي، تدور عليها أحداث المسلسلات، والمسرحيات التمثيلية التي يعرضها التلفزيون، إلى جانب الدعاية السيئة المعتمدة على إظهار مفاتن المرأة ومحاسنها.
ومعظم هذه المسلسلات التمثلية التي تستخدم اللغة العربية من إنتاج بعض البلاد العربية التي قد سيطرت الماسونية العالمية على وسائل إعلامها منذ العشرينات من القرن الحالي، بل وقد اشترك في بطولات كثير من الأفلام والمسلسلات ممثلون يهود في أثواب عربية وأسماء مستعارة، مما يوحى بمدى الانحراف الذي يمكن أن تتضمنه هذه البرامج والمسلسلات.
ويتضمن البرنامج اليومي مقاطع موسيقية وغنائية يقوم بأدائها رجال، أو نساء، حيث تتضمن كثيراً من عبارات الفحش، والغرام، والتحريض على فعل الفاحشة، إلى جانب تبرج المغنيات، وظهورهن في كامل الزينة مع ما في ذلك من استحلال للمعازف المحرمة.
أما البرامج الدينية فمحلها المرتبة الأخيرة من اهتمامات المسؤولين الإعلاميين حيث لا تتعدى مساحتها الإعلامية واحداً بالمائة، إلى جانب أن أوقات بثها غير مناسبة، وأكثر مسلسلاتها تتصف بالعنف، إلى جانب ما في هذه المسلسلات الدينية من المخالفة الواضحة للدين ومفاهيمه، كاختلاط الرجال بالنساء في التمثيل، وظهور النساء بغير الحجاب الشرعي، ودوران معظم القصص على وقوع الأبطال - أياً كانت منزلتهم الإسلامية والتاريخية - في عشق النساء، مما يوحي بالدس المقصود من مؤلفي، ومخرجي هذه الروايات.
أما المحاضرات، والندوات فهي قليلة، وغير مركزة، وغير شيِّقة وأكثر موضوعاتها تدور حول مفاهيم الإسلام العامة، وبعض الآداب والعلاقات الاجتماعية، إلى جانب الاقتصار على شخصيات إسلامية معينة دون التنويع، مما أدى إلى انصراف المشاهد عن هذه المحاضرات، والندوات والزهد فيها.
أما البرامج الأجنبية المستوردة والتي تستخدم لغة أجنبية، فمعظمها مستورد من أمريكا، حيث بلغت نسبة البرامج الأمريكية المستوردة لمنطقة الخليج 81.62% من مجموع البرامج الأجنبية المستوردة من الدول الأجنبية الأخرى ومن المعروف أن الإعلام الغربي، والأمريكي بصفة خاصة إعلام كافر لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحكم عقلاً، ولا أخلاقاً فيما يبثه وينشره من ضلالات وانحرافات، حيث يقوم الإعلام الغربي على الجنس، والتشجيع على ارتكاب الفاحشة، وإلصاق العار والخزي بالمحصنين من الجنسين: تحريضاً لهم على ارتكاب الفواحش والزنا وقد بلغت نسبة "ما يشاهده المشاهد العادي للتلفزيون الأمريكي من مشاهد توحي وتغري بالعملية الجنسية يصل إلى أكثر من (9000) مشهد سنوياً لهذا انتشرت عندهم الفواحش بأنواعها، والمنكرات بأصنافها، حتى عم الفساد كل شيء، من جراء هذا الأز الإعلامي المستمر لأهل تلك البلاد وتحريضهم على الانحراف.
ولعل من أعظم أسباب هذا التوجه الإعلامي نحو الفساد والإفساد - في أمريكا بالذات- يرجع إلى خبث اليهود الذين يقفون خلف كل رذيلة وقبيحة، فمن المعروف أن اليهود يتحكمون في شركات التلفزيون الأمريكي، إما عن طريق الامتلاك، أو السيطرة على إدارتها، وتوجيهها وجهة تخدم المصالح اليهودية العالمية.
وبعد هذا العرض الموجز لواقع برامج الكبار في بلاد المسلمين، ومخالفتها الصارخة، والصريحة لمبادئ الإسلام، وعقيدة المشاهد المسلم، فإنه لا يسوغ أبداً لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشاهد مثل هذه البرامج والمسلسلات المحرمة، فضلاً عن أن يسمح لأولاده بمتابعتها والعكوف عليها.
والأولاد يعيشون مع آبائهم المتعلقين بهذه البرامج في حالة من التناقض، والفصل الكامل بين القول والعمل؛ إذ يسمع الولد من أبيه عبارات الأمر بالمعروف، وحب الفضائل، والأمر بها، واجتناب الرذائل، والنهي عنها، ثم يراه قد عكف على هذه البرامج يشاهد النساء المتبرجات، ويتحدث عن جمالهن، وينهمك في متابعة أحداث تلك القصص المثيرة، ويستمع إلى الغناء الخليع الفاحش، دون أن تصدر منه عبارات التذمر، أو عدم الرضا عن هذه المخالفات.
إن هذا الأب لا يمكن أن يؤثر في أولاده تأثيراً إيجابياً يدفعهم إلى الفضيلة ويباعدهم عن الرذيلة؛ بل ربما فاق الأولاد أباهم في الانحراف إذا كبروا، فلا يقبلون منه أمراً أو نهياً.
ومما لا شك فيه أن مشاهدة الولد لمثل هذه البرامج المتضمنة للغناء الفاحش، وتبرج النساء، خاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة تثيره جنسياً، وربما دفعته لممارسة نوع من أنواع الحب، أو الغزل مع إحدى قريباته الصغيرات، أو جاراته، كما أن مشاهدته لشيء من خفايا علاقة الرجل بالمرأة يدفعه إلى ممارسة ذلك مع أقرب بنت إذا سنحت الفرصة، وربما دفعته هذه الإثارة إلى ممارسة العادة السرية. فإذا حدث شيء من ذلك فإن الأب هو المسؤول الأول عن هذه الجرائم قبل الولد الذي لم يبلغ بعد سن التكليف.