- أيها المسلمون : لم تكن أحداث فلسطين ولبنان والعراق لتكشف شيئاً جديداً بقدر ما تؤكد انهيار الأمة الإسلامية سياسياً وعسكرياً.
- لقد أصبح واضحاً للجميع أن الأنظمة العربية لا تملك شيئاً جديداً تقدمه لشعوبها، يتناسب مع حجم الأحداث الجارية.
- إن الوقع عظيم ، والأزمة كبيرة، ومع ذلك يتخاذل العرب في نصرة بعضهم بعضاً، وكأن ما يجري حولهم لا يعنيهم.
- لقد نجح أعداؤنا في تفريق صفنا، وتكبيلنا بالاتفاقيات الدولية، وشروط الانضمام للأمم المتحدة.
- في حين تجد الدول الكبرى الحرية الكاملة في الالتزام بهذه المعاهدات أو الإعراض عنها ، حسب مصالحها الضيقة.
- إن المسلم المعاصر ليتعجب من بعض الدول العربية الكرتونية التي تملك كلَّ شيء إلا جيشاً قوياً رادعاً.
- تجد فيها : الرئيس والوزراء والبرلمان، وتجد فيها أيضاً: المرقص والملهى والخمارة والسينما، إلا أنك لا تجد فيها جيشاً يحميها.
- إن من أهم مهمات السلطان في السياسة الشرعية أن يحمي ثغور المسلمين، فإذا لم يستطع فلا معنى لبقائه في السلطة.
- ما الفائدة من كل جهود البناء والتعمير إذا لم يكن هناك من يحميها من الدمار والانهيار والاعتداء؟!
- كيف يأمن الناس على استثماراتهم في دول هزيلة هشَّة لا تملك حماية نفسها، ولا من تحت يدها، ولو للحظات يسيرة؟!
- أمن المعقول أن أحزاباً صغيرة بأسلحة تقليدية تستطيع أن تعمل شيئاً وتردَّ عن نفسها، وحكومة كاملة لا تستطيع شيئاً؟!
- ثم يأتيك الرد البارد الهزيل : «نحن دولة ضعيفة»، سبحان الله! لماذا لا ينضوي ضعيف تحت القوي فيتقوى؟!
- ما لِهَؤلاءِ لا يتَّحِدُّون؟! لقد زال الاستعمار الذي قسم العالم الإسلامي، فما الذي يمنع من الاتحاد؟!
- إن الوحدة العربية والإسلامية هي خيار الأمة الوحيد، وأي قول غيرُ هذا خيانةٌ ومُزايدةٌ على مصالح الأمة.
- إن من أهم أهداف دولة اليهود البغيضة أن تدوم الفرقة بين المسلمين؛ حتى تستفرد بكل دولة على حدة : تحاربها وتؤدِّبها.
- إنهم لن يرضوا من دول الجوار إلا بالذل والصغار وتأمين الحدود، حتى يتفرغوا للدول الأخرى المتمردة حسب زعمهم.
- إنهم لن يتركوا أحداً بسلام حتى يدمِّروا الجميع، وإنما تعوقهم المقاومة الشعبية الداخلية والخارجية.
- إن أذى اليهود لن ينتهي إلا بزوال دولتهم البغيضة، وهذا لن يكون على أيدي المتخاذلين، ولا التائهين، ولا الضائعين؛ وإنما على أيدي أشبال أسود التوحيد.
- إن النصر الحقيقي لا يأتي من فراغ، وإنما يأتي بقوة الصلة بالله، ثم بإفراغ الوسع في طلب القوة العسكرية والسياسية.
- إن قوة الصلة بالله لا تعني الادعاء أننا مع الله، وإنما تعني أن حكم الله بالكتاب والسنة هو السائد في المجتمع المسلم.
- وإفراغ الوسع لا يعني أن النصر لا يكون إلا بالقنابل الذرية، وإنما بتقديم الجهد الممكن: " لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ".
- أيها المسلمون : لنكن صرحاء مع أنفسنا، ما الفرق بين يهود اليوم الذين يحاربوننا، وبين كثير من العرب المعاصرين؟
- ألسنا نحكم مثلَهُم بغير ما أنزل الله؟! ألسنا نتعاطى الكبائر مثلَهُم، ففينا أكلة الربا، والعاقون، والسحرة، وفي غالب بلاد المسلمين تُشرب الخمور علناً، وتُفتح دور البِغَاء والخَنا، ويظلم القوي فينا الضعيف؟!
- إن الواقع يشهد بأنه لا يكاد يُوجد فرقٌ بيننا وبينهم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقــول: « يأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيـل، حذوَ النَّعل بالنعل – يعني تعمل تماماً كعمل بني إسرائيل – حتى إن كان منهم من أتى أمَّه علانية، ليكونن في أمتي من يصنع ذلك».
- وقال أيضاً : «لتتبعُن سَنَنَ من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لتَبِعْتُمُوهم»، قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟ يعني: فمن غيرهم؟.
- أيها المسلمون : إذا كان هذا حالنا، قد تساوينا مع أعدائنا في معاصيهم، فأيُّ نصرٍ ننتظر، فإن القاعدة الإسلامية تقول: إذا ذهبت التقوى فإن النصر للأقوى.
* * *
- أيها الإخوة : إن الله لا يخفى عليه شيء مما يجري من المآسي والمظالم اليهودية والنصرانية، وما يلقى المسلمون من الآلام والجراح.
- إن الله قادر على أن يدفع عن المسلمين، ولكنه الابتلاء بما كسبت أيدينا من التفريط في جنب الله تعالى.
- إن الناس في هذا البلاء الذي أصابهم من اليهود ومن غيرهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: صالحون يرفع الله بهذا البلاء درجاتهم، وفاسقون عصاة يكفِّر الله عنهم من سيئاتهم، ومنافقون وكفار يُعجِّل الله لهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة.