- أيها المسلمون : ظاهرة قبيحة من الظواهر العالمية التي غزت الدنيا ، إنها ظاهرة المخدرات والمسكرات .
- لقد عرف الإنسان الخمور والمخدرات منذ القديم، حيث استعملها الأطباء في عملياتهم الجراحية.
- بدأ تعاطيها للاستمتاع في العالم الإسلامي بعد الغزو التتري لبلاد المسلمين، بين القرنين السابع والثامن.
- تصدى لها المسلمون حينئذٍ وأفتوا بحرمتها ، وتعاملوا معها مثل تعاملهم مع الخمر .
- زاد انتشارها في العالم، وتطورت صناعتها، وسهل نقلها ونشرها، ورصدت الأموال الكبيرة لتجارتها.
- وبدأ معها في العصر الحديث تعاطي مواد ليست في أصلها من المخدرات، ولكنها تفعل فعلها مثل: البنزين، الغراء، الطلاء ونحوها.
- كان في السابق غالب المتعاطين لها من كبار السن ، أما اليوم فهم في الغالب من الشباب، نصفهم تحت سن العشرين.
- في عام 1406هـ حسب إحصائيات وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية قُبض على أكثر من ستة آلاف: ما بين مُرَوِّج ومهرب ومتعاط.
- وفي عام 1982م قبض على أكثر من ثلاثمائة طفل قد تورَّط في أزمة المخدرات في مختلف مناطق المملكة.
- أما النساء فقد فتح لهن مستشفى خاص لعلاجهن من الإدمان على المخدرات في المملكة ، وما تزال المستشفيات الجديدة تفتح لهن في المناطق المختلفة لكثرة أعدادهن.
- ماذا بقي للأمة إذا هلك شبابها وأطفالها ونساؤها ؟
- أيها الإخوة : أما أضرار المخدرات فقد شملت كل مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت الشرائع السماوية بحفظها: فالمخدرات تهدم الدين ؛ لكونها كبيرة من الكبائر، وتُهلك النفس؛ لأنها سموم تقذف في الباطن، وتضر بالعرض والنسل؛ لأن صاحب المخدرات لا قيم ولا أخلاق عنده، وتضر العقل بالهلوسة والهذيان والذهول، وتضر المال بالتبذير والضياع والاستنزاف ، فليس مقصد من المقاصد الشرعية إلا وتتعرض له هذه المادة الخبيثة بالضرر والفساد.
* * *
- أيها المسلمون : السبب الرئيس في تعاطي المخدرات هو ضعف الإيمان ، وذلك بإجماع المراقبين والباحثين ، ثم المشكلات النفسية، والاجتماعية، ورفقاء السوء، والتقليد، والرغبة في التجريب ونحوها.
- لقد سعى العالم بالإجماع لحرب المخدرات عبر (10) مؤتمرات دولية منذ عام 1909م ، ولكن دون جدوى.
- في حين حلَّها الإسلام ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن».
- وقال صلى الله عليه وسلم : « لعن الله الخمر ، وشاربها ، وساقيها ، ومُبتاعها ، وبائعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه» .
- ما أن بلغ الصحابة تحريم الخمر حتى أقلعوا عنها، رغم حبِّهم إياها، واعتيادهم عليها، فقد جاء خبر تحريمها إلى مجلس أبي طلحة رضي الله عنه وهو يشربها، فما كان منه حين عرف بحرمتها إلا أن قال: « قم يا أنس فأهرقها » ، فسالت طرق المدينة حينها بالخمور المسكوبة.
- أيها الإخوة : لابد من الضرب بيد من حديد على المروِّجين والمهرِّبين ، وعقوبتهم بما يردعهم، وكذلك المتعاطين ، لابد من التعامل معهم بالحد الشرعي المنصوص عليه في الخمر.
- وقد وُفِّقت هذه البلاد لقتل المهرب تعزيراً ؛ لعظم الضرر الذي يحدثه فعله الخبيث.
- لابد من نشر العلم بين الناس، وشغل وقت فراغ الشباب، ومحاربة البطالة، ومنع السفر خارج البلاد إلا ضمن ضوابط شرعية.
- فكل هذه وسائل يمكن من خلالها حرب المخدرات وكفُّ أذاها.