- أيها المسلمون : لقد أنعم الله تعالى على الإنسان نعماً لا تحصى : " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا " ؛ فلينظر الناس في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم ، كم يستطيعون أن يحصوا من نعم الله تعالى ؟.
- إن من نعم الله على الإنسان أن سخر له من الدواب ما يركب: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ".
- وامتن المولى على الإنسان بما سخر له من الدواب مثل الحيوانات والفلك: " وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ".
- " وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ".
- ولقد كانت هذه الدواب هي مراكب الخلق إلى ما قبل سبعين عاماً ، حين بدأت المراكب الأخرى تظهر مثل السيارات والقاطرات.
- لم تكن حوادث السيارات تشكِّل أزمة إلا بعد انتشارها في المجتمعات المتحضرة بصورة كبيرة.
- ورغم أن هذه المراكب من السيارات والقاطرات والطائرات نعمة من النعم إلا أنها قد تكون بسوء استخدامها نقمة على الناس.
- فهذه المركبات عنيفة الطبع رغم ما تحويه من الرفاهية والراحة لركابها.
- فالحوادث الناجمة عن هذه المركبات - خاصة السيارات – في غاية القسوة.
- فكم خلَّفت هذه المراكب من الأموات، والمشوهين، والمقعدين.
- وكم أحدثت من الأحزان والآلام بفقدان الأبناء، والأزواج، والأحباب.
- وكم دمَّرت هذه المراكب من الثروات والأموال في خسائرها وفي ديَّاتها.
- إن نسبة الحوادث في بلادنا تفوق نسبتها في بريطانيا وأمريكا مجتمعة.
- يموت يومياً في حوادث السيارات سبعة أشخاص، عدا المعاقين ، والأموال المُهدرة.
- ويمكن تلخيص الأسباب فيما يأتي :
- إن أكثر من 80% من الحوادث يعود سببها إلى السائق ، فهو همزة الوصل بين المركبة والطريق .
- أن غالب الحوادث من الشباب المتهور ، ومن كبار السن، الذين ضعفت قواهم عن إتقان القيادة.
- كثرة أعداد السيارات، وضيق الشوارع عن استيعابها ؛ فإنه ما بين 1395هـ - 1411هـ تضاعف عدد السيارات في المملكة تسع مرات.
- حرارة الجو الشديدة، خاصة في بلادنا ، حيث تتلف الإطارات ، فتكون سبباً في كثير من الحوادث.
- السرعة وعدم احترام أنظمة المرور ، وهذه أهم الأسباب على الإطلاق.
- فاتقوا الله أيها الناس فمن كان بيده شيء يستطيع به أن يدفع عن المسلمين شر هذه المراكب فليفعل.
* * *
- أيها المسلمون : لم يغفُل فقهاؤنا في القديم عن الحديث عن حوادث المرور بين الدواب والسفن والناس ، ضمن بيئاتهم البدائية السابقة.
- إلا أن القضية اليوم أكبر بكثير مما هو مدوَّن في كتب الفقه القديمة، فنحتاج إلى فقه جديد لمواجهة مُستجدات الحياة المعاصرة.
- والذي ننصح به هو :
- استشعار حرمة الإنسان ، فالشريعة جاءت لحفظ النفس من الهلاك، وزوال الدنيا أهون من هلاك المسلم.
- الوعي بحجم الآلام النفسية والأحزان لفقد الأحباب في حوادث المرور .
- استيعاب حجم الخسائر المادية في تدمير هذه المركبات وصيانتها.
- اتخاذ أسباب السلامة في المركبة والركاب .
- ضرورة سلامة السائق في سمعه وبصره ، وإتقانه مهارات القيادة.
- منع الصغار من القيادة مطلقاً .
- كفُّ كبار السن عن القيادة، وإعانتهم لإغنائهم عن ذلك.
- احترام أنظمة المرور ، خاصة الإشارات ، وضبط السرعة.
- صيانة الشوارع وأجهزة المرور لتكون صالحة للقيادة مطلقاً.
- تطبيق الجزاءات المرورية بالعدل على الجميع وعدم المحاباة في ذلك .