- أيها المسلمون : لم يعد خافياً على أحد أهمية وسائل الإعلام بفروعها المختلفة، وما وصلت إليه في هذا الزمان من التأثير البالغ ، والحبكة الإعلامية الفائقة.
- حتى إن التربويين من الآباء والمعلمين ورجال الفكر : ليناشدون الإعلاميين ويستعطفونهم ليخفِّفوا من تأثيرهم ، رجاء أن يعطوا لرجال التربية الفرصة للتربية والتهذيب.
- لقد سلب الإعلاميون الدور التربوي للآباء والمعلمين ورجال الفكر والعلم، ليعطوه: المطرب، والملِّحن، ولاعب الكرة، والممثلة والمغنية.
- إن قصة المؤسسات الإعلامية ترجع إلى سنوات سابقة، حين سيطر نصارى العرب على بواكير بداياتها.
- فقد سيطروا على : الصحافة، والمسرح، والسينما، ثم سيطروا على التليفزيون، والفضائيات الحديثة.
- حتى أصبح الإعلام الحديث – بعد هذه السيطرة الغربية – صناعة الكفار.
- وأصبح من العسير اليوم التخلُّص من هذه السيطرة النصرانية المباشرة أو غير المباشرة على هذه الوسائل الإعلامية بأنواعها.
- ولهذا لا تجد اختلافاً كبيراً بين ما تبثه أكثر الدول الإسلامية من مواد إعلامية، وما تبثه الدول غير الإسلامية، إلا في جوانب يسيرة.
- ولم يكن النصارى ليفوِّتوا فرصة عبر هذه الوسائل ليبثوا : أفكارهم، وعقائدهم، ومذاهبهم الهدامة، وسلوكياتهم المنحرفة.
- فقد اجتمع المنصِّرون قبل بداية البث المباشر بخمس سنوات في مؤتمر جامع بولاية كلورادوا في الولايات المتحدة تحت عنوان: (كيف نستغل البث المباشر في تنصير المسلمين).
- ولا شك أن هدف النصارى ليس هو التنصير فحسب، وإنما هدفهم الحقيقي هو جعل المسلم بلا هوية ولا معنى ولا هدف.
- أيها المسلمون: إن الناظر في الإعلام المعاصر في بلاد المسلمين ليتساءل:
- ماذا يريد الإعلاميون من بثِّ الصور الفاضحة للمرأة الماجنة : بائعة الهوى والراقصة ، والمطربة ؟
- ماذا يريد الإعلاميون من الكلمة الساقطة ، والأكذوبة التي يطلقونها ثم تبلغ الآفاق؟
- ماذا يريد الإعلاميون من إذاعة النغمة المطربة ، التي تفتن السامع ، وتثير شجونه؟
- ماذا يريد الإعلاميون من الدعاية الخادعة للمواد الاستهلاكية والمنتجات التجارية؟
- ماذا يريد الإعلاميون من بث مسلسلات: الغرام، والحب، والعشق ؟
- ماذا يريد الإعلاميون من عرض أفلام : الجريمة، والمخدرات، والعنف بأنواعه؟
- ماذا يريد هؤلاء الإعلاميون من رجالنا وشبابنا ونسائنا وأطفالنا؟
_ أيجوز عقلاً أنهم يريدون تحقيق التوحيد والعقيدة الصحيحة من عرض برامج الكفار، وأفلامهم، ومسلسلاتهم ؟
- أيجوز أنهم يريدون تحقيق الأخلاق والعفَّة والأدب ، حين يعرضون التمثيليات الغرامية ، والغناء الماجن ، والدعاية القبيحة ؟
- أيجوز أنهم يريدون التخفيف من الجريمة والانحراف ، حين يعرضون أفلام العنف ، والجريمة ، والمخدرات؟
- أيجوز أنهم يريدون أن ينهضوا باقتصاديات الأمة ، حين يروجون لمنتجات الكفار الاستهلاكية والتجارية؟
- أيها المسلمون: لقد ثبت بالإجماع عند الباحثين أن هناك علاقة قوية بين المضمون الإعلامي المنحرف ، وبين الانحرافات بكل أنواعها.
- وأصبح من المسلَّم به أن هذه الوسائل تشكِّل شخصية الفرد، وتبني معالمها، فأيُّ شخصية تبنيها ، وأي معالم تنشئها ؟
- أيها المسلمون: إن من الحقائق المفروغ منها أن ما يجري على الجوارح لا بد أن يصيب القلب، وما وقع في القلب لا بد أن ينعكس على الجوارح.
- ومن قال إنه : لا يتأثر بما يسمع ويرى ، فإما مكابر كاذب، وإما جاهل جهلاً مركباً، وإما مجنون لا تكليف عليه.
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ".
* * *
- أيها الإخوة : إن الإعلام هو الإسلام، هو صورة هذا الدين في : أحكامه وآدابه وسننه، تُبثُّ في أفضل صورة عبر : الإذاعة والتلفاز والمجلة والإنترنت.
- إن الإعلام هو لسان الأمة الصادق ، المعبِّر عن : دينها وعقيدتها وأخلاقها وثقافتها.
- إن الإعلام هو شهادة الأمة المسلمة على الناس كافة بتبليغ رسالة الإسلام، وإقامة الحجة على الناس بالحق.
- إن الإعلام هو وسيلة الأمة للوحدة والتكاتف والتعاون.
- إن الإعلام هو وسيلة الأمة للتوعية والتعليم ونشر العلوم والمعارف.
- إن الإعـلام هـو أمانـة المضمـون : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ".
- أيها الآباء، أيها المعلمون: إذا أصرَّ الإعلاميون على موقفهم في الاستمرار على الباطل، فما أنتم فاعلون؟
- إن أقلَّ ما يفعله المؤمن الصادق هو الكف عن هذه الوسائل حتى وإن فاته شيء من الخير، فإنه مدركه، والقاعدة تقول: درء المفاسد مقدَّم من جلب المصالح، إذا اجتمع الحلال والحرام : غُلِّب الحرام.
- وللعبرة ، تقول إحدى الفتيات المفتونات بوسائل الإعلام : «إني وكلُّ فتاة ترى العالم من حولها عن طريق الإعلام ، من : صحافة وإذاعة وتلفزيون وفيديو، ترى من خلالها الحريات والحقوق التي حصلت عليها كلُّ فتيات العالم ، في حين أنني ما زلت وراء الجدر ، أنظر ولا أفعل».