· يتعجب المسلم المعاصر من وقاحة الغربيين حين يتنادون بحقوق الإنسان, ولا سيما حين يتنادون بحقوق المرأة.
· ويزداد العجب حين يتنادى بعض المنتسبين إلى الإسلام بحقوق المرأة على الطريقة الغربية.
· ولئن كان الغربيون يُعذرون بجهلهم تعاليم الإسلام, فكيف يُعذر من يدَّعي الإسلام, فلا يعرف مكانة المرأة فيه ؟
· لقد عاشت المرأة منذ أحقاب الزمان المتتالية نوعين من الحياة: إما حياة صالحة طيبة ضمن تعاليم الوحي المبارك , في ظلِّ قيادات إيمانية صالحة ، وإما حياة قاسية بائسة ضمن ضلالات الأنظمة الجاهلية الظالمة ، والقيادات الفاسدة المفسدة.
· لقد اتفقت المجتمعات الجاهلية على اختلاف أنواعها على ظلم النساء, فإنهن أول المضطهدين في المجتمع عند غياب الإيمان والتقوى.
· فهذه الجاهلية العربية يقول عنها الخبير عمر بن الخطاب رضي الله عنه : » كنا بمكة لا يكلِّم أحدنا امرأته, إنما هي خادم البيت, فإذا كان له حاجة سَفَعَ برجليها فقضى حاجته «.
· وأما في الجاهلية النصرانية الأوروبية: فإلى عهد قريب كان الخلاف قائماً حول حقيقة المرأة : أإنسان هي أم حيوان؟.
· وأما الجاهلية الهندية فما تزال حتى اليوم لا ترى للمرأة حقاً في الحياة بعد وفاة زوجها؛ لهذا تُحرق معه حيَّة.
· وأما الجاهليات الحديثة فيكفيها عاراً أن حصرت المرأة بكلِّ مواهبها التي أعطاها الله في جسدها وجمالها.
· وها هي المرأة المعاصرة في ظل الجاهليات الحديثة: إما جسد مستغل بالشهوات, أو جسم منهك بالأعمال, أو عجوز ملقاة في المصحَّات.
· لقد ثبت أن أكثر فئات المجتمع المعاصر معاناة من الفقر والعوز هم النساء والأطفال, حتى قيل بتأنيث الفقر.
· أين كلُّ هذا الظلم الجاهلي من دين يجعل الجنة عند أقدام الأمهات, ويجعل النساء شقائق الرجال, ويساوي بين الرجل والمرأة في أصل الإنسانية, إنَّه الدين الذي أَمِنَ على المصحف الأم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما , إنَّه الدين الذي أمر المسلمين جميعاً أن يقتدوا بهَاجَر فيسعوا بين الصفا والمروة, إنَّه الدين الذي يسمح لصفية بنت حيي رضي الله عنها أن تطأ ركبة خير الخلق لتصعدعلى الدابة, إنَّه الدين الذي اختار فيه الله تعالى صدر فتاة في الثامنة عشرة ليقبض عليه خير خلقه أجمعين.
· إنـَّه الدين الذي يقول نبيه صلى الله عليه وسلم : » إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنُهُم خلقاً ، وألطفُهُم بأهله «.
· ويقول أيضاً: » خيركم خيركم للنساء «, ويقول: » إني أحرِّج حق الضعيفين : اليتيم والمرأة «.
· وكان عليه السلام يُهمه أمر أهله من بعده فقد قال لعائشة رضي الله عنها : » إنكنَّ لأهمُ ما أترك وراء ظهري ، والله لا يعطف عليكن إلا الصابرون أو الصادقون «, وقال لأم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها لما بكت عليه في مرض موته: » ما يُبكيك؟ قالت: خفنا عليك ، وما ندري ما نلقى من الناس بعدك يا رسول الله, قال: أنتم المستضعفون بعدي«.
· وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يحمل أمامة بنت زينب رضي الله عنهما في الصلاة, وكان يقول: » لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات «.
· وكان يقول أيضاً: » من ولدت له أنثى فلم يئدها ولم يُهنها ولم يُؤثر ولده – يعني الذكر – عليها أدخله الله بها الجنة «.
· وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في رفع شأن النساء ، ومسابقتهن إلى الجنة : » دخلت الجنة فسمعت خشْفــة, فقلت : من هذا ؟ قالـــوا : هذه الغميصــاء بنت ملحان أم أنس بن مالك «.
· وفي شأن النكاح يقول الله تعالى: ) وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (.
· ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم للأزواج من الرجال: »خدمتك زوجتك صدقة«, ويقول في استشارة الأمهات في الزواج: » آمِروا النساء في بناتهن «.
· ويقول عمر رضي الله عنه: » إذا أراد النساء الخلع فلا تكفروهن « ، يعني لا تغصبوهن على ما يكرهن.
· وأما الحق الاقتصادي, فإن المرأة مكفولة دائماً, لا تُكلَّف الكسب, وجعل لها الإسلام فوق ذلك المهر هدية من الرجل, لا حدَّ لأكثره.
· يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن النفقة على البنات: » من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو, وضم أصابعه «.
· ويقول في العدل بين الجنسين : » سووا بين أولادكم, فلو كنت مؤثراً أحداً : آثرت النساء على الرجال « .
· وكان عمر رضي الله عنه يقول عن خطَّته الاقتصادية: » لئن سلمني الله لأدعنَّ أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبداً «.
· أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (.
^ ^ ^
· ومن حقوق المرأة في الإسلام : حقها في التعبير عما في نفسها, فهذه عائشة رضي الله عنها حين نزلت براءتُها, قالت لها أمُّها: قومي فقـــبلي رأس رســــول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : » والله لا أقوم إليه, فإني لا أحمد إلا الله عز وجل «.
· ولما توسَّط الرسول صلى الله عليه وسلم بين بريرة وزوجها ليردَّها عليه قالت بريرة : » أتأمرني ؟ فقال : إنما أنا شافع, فقالت: ليس لي به حاجة «, وكم من فتاة كرهت نكاحها فردَّه الرسول صلى الله عليه وسلم.
· ومن أعجب ما يُنقل من حق المرأة في التعبير : ما حصل من خلاف بين عمر وزوجة أبي عبيدة بن الجراح حين توعَّدها في حُليٍ وصلت إليها من الروم, فقال لها : » والذي نفسي بيده لأسوءنَّك, قالت : والله ما تقــدر على ذلك , فقال عمر : لا, فقالت: لا والله, فأشفق أبو عبيدة أن تبدر من عمر بادرة , فقال : بلى والله يا أمير المؤمنين إن شئت لتفعلن , فقالت : كلا والله ما هو على ذلك بقادر ، فقال عمــر : لكأنَّك تدِلِّين - يعني تتجرَّأين - فقالت: إنك لا تستطيع أن تسلبنيَ الإسلام , قال : لا والله ، قالت: فو الله ما أبالي ما كان بعد ذلك «.