· لا تزال قضايا المرأة وحقوقُها موضع اهتمام ومناقشة عبر وسائل الإعلام المختلفة, بين أخذ ورد وجدال.
· والملاحظ أنه ليس هناك قيد على أحد, الكلُّ يقول ما يشاء, ويصرح برأيه في المسائل الفقهية والعلمية دون ضوابط.
· ترى أحدهم يتحدث فيخطئ في اللغة العربية، ثم يعتذر بأنه ليس مختصَّاً بالعربية, ولا يعتذر من خطئه في الحديث والتفسير والفقه، وكأن الشريعة كَلَأٌ مباح لكل أحد يعبث بها.
· وإن الناظر ليتعجَّب من بعض الموتورين والموتورات حين يصرحون بأنه لا فرق بين المرأة والرجل إلا في بعض الجوانب التشريحية.
· بل إن بعضهم ليصرح بكلِّ جراءة بأن المرأة أقوى من الرجل في قواها : البدنية والعقلية والنفسية, وتستطيع القيام بكلِّ شيء أفضل وأحسن من الرجل.
· ولا شك أن هذا مخالف للعقل والحس والواقع , فضلاً عن مخالفته للشرع.
· أيها المسلمون : إذا كانت المرأة تستطيع أن تقوم بكلِّ عمل يقوم به الرجل, وتتفوق عليه, فهل يستطيع الرجل أن يقوم بكلِّ عمل تقوم به المرأة ؟.
· والجواب قطــعاً : لا, فإذا كان من المقبــول أن تقوم المرأة بأعمال لا يستطيعها الرجل, فلماذا لا يكون من المقبول أيضاً أن يقوم الرجل بأعمال لا تستطيعها المرأة ؟.
· ثم إذا كانت المرأة مثلَ الرجل في كلِّ شيء ، فلماذا هذه المطالبات بحقوق المرأة, والمناداة بإنصافها ؟ فإذا كانت مثله فلتأخذ حقها كما يأخذ هو حقَّه.
· إن مجاراة هؤلاء الموتورين في آرائهم المتطرفة: تخرجنا عن عقولنا وعن حسِّنا, وعن ما هو معلوم بالضرورة من ديننا.
· أيها المسلمون : إن تاريخ البشرية يشهد أن المرأة منذ خلق الله الخلق تحت سلطان الرجل, ولم يمرَّ وقت على البشرية كان فيه الرجال تحت سلطان النساء.
· فإذا كانت المرأة طَوال هذه الحقبة الهائلة من التاريخ تحت سلطان الرجل, فهل ســوف يأتي وقت يكون فيه الرجل تحت سلطان المرأة ؟.
· إن مثل هذا لا يكون أبداً, تأملوا أيها المسلمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان حين يكون : » القيِّم على خمسين امرأة رجل واحد «, وفي روايـــة : » يتبعنه «, وفي روايـــة أخرى: » يلذن به «، ماذا يريد هذا العدد الكبير من النساء من رجل واحد, هن بالضرورة أقوى منه وأكثر ، ومع ذلك يلذن به ، ويتبعنه.
· لو قام هذا العدد من النساء بالأعمال لكان إنتاجهن أكثر منه, فما هو الدافع الذي يدفع هؤلاء النسوة لمتابعة رجل واحد ؟ إنها الفطرة, إنها السِّر الذي وضعه الله بين الجنسين, إنها حاجة المرأة الملحَّة لقوامة الرجل بصورة دائمة.
· وإنك لتتعجب من بعض المفترين على التاريخ ، حين يزعمون أنه قبل آلاف السنين – حسب زعمهم - كانت النساء يُدرن الحياة، وكان دور الرجال محصور في عملية التلقيح فحسب.
· أين هذا المجتمع المزعوم في حياة الإنسان ؟ لقد بدأت البشرية بآدم عليه السلام , ومازال الأنبياء سلسلة مترابطة حتى محمد صلى الله عليه وسلم , فهل كان الأنبياء تبعاً للنساء في وقت من الأوقات ؟ لاسيما وأنه الله تعالى لم يبعث امرأةً رسولاً ولا نبياً قطُّ.
· إن مثل هذه المعتقدات لا يقولها إلا الملحدون من اليهود والنصارى ممن لا يعتمدون على وحي صادق.
· إن الحقيقة : أن المرأة منذ أول الخليقة تحت كنف الرجل, فإن كان رجلاً صالحاً أنصفها, وإن كان ظالماً اضطهدها.
· فالمرأة ضعيفة في قواها البدنية والنفسية مقارنة بالرجل, وضعفها هذا لا يعني هوانُها ، وإنما ليناسب مهمتها في الحياة.
· والرجل وإن كان قوياً مقارنة بالمرأة ، فإن قوتـــه لا تعني عزته ، ولا رفعته, وإنما قوته لتتناسب مع مهمته في الحياة.
· فلا القوة زادت الرجل عزاً, ولا الضعف أهان المرأة, وإنما هي الفطرة, واختلاف الوظائف بينهما ، ليحصل من هذا التباين والاختلاف : التكامل في الحياة.
· إن المسلم المعاصر ليتعجَّب ممن يسعون لإشعال الحرب بين الذكورة والأنوثة, فيجعلون النساء في مقابل الرجال.
· حتى أُقِيمت على إثر هذه الحرب الباطلة جمعيات نسائية عالمية، تمجِّد الأنوثة ، وتحطُّ من قدر الذكورة, وتحارب الرجال، وتقاوم نفوذهم.
· إن الله خلق الذكور والإناث ليتكاملوا ويتعاضدوا ، لا ليتنافروا ويتقاتلوا, ومن المعلوم شرعاً أنه ليس هناك قيمة في ميزان العدل الإلهي للذكورة أو الأنوثة, وإنما هما وجهان لعملة واحدة, يُكمِّل كلُّ واحد منهما صاحبه ؛ بهدف إعمار الحياة وازدهارها.
· وإنما قدَّم الله تعالى الرجال على النساء في الحياة الدنيا رغبة في التنظيم وتوزيع المهام, لا ليجعل من الذكورة حيفاً على الأنوثة.
· فكم من أنثى فاقت في فضلها وإيمانها وأخلاقها مئات الرجال, فالميزان العدل ليس هو الذكورة أو الأنوثة, وإنما هو الإيمان والتقوى.
· أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (.
· ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (.
^ ^ ^
· أيها المسلمون : إن افتعال الصراع بين الرجال والنساء هو خسارة على الطرفين, والخسارة الأكبر على الإناث.
· إن الرجل حين يصارع الأنثى, أليست الأنثى هي : أمَّه وأخته وابنته وزوجته, فكيف يصارع أحبابه ؟
· ثم إن المرأة حين تصارع الذكورة, أليست الذكورة هي : أباها وأخاها وزوجها وابنها, فكيف تصارع أحبابها ؟
· إذا كانت المرأة تسعى لأن تحمي نفسها من قوامة أبيها وزوجها وأخيها, فبمن تراها تلوذ بعد هؤلاء ؟.
· إن صبر المرأة على حيف بعض أقاربها وظلمهم لها : هو أهون من صبرها على حيف الأجانب من الرجال.
· فإن الحياة لن تخلو من ظلم يقع على الرجال أو النساء, فإذا لم يستطع الشخص الدفع عن نفسه فليس له إلا الصبر.
· وهذه المرأة في العالم حين تخلى عنها أقاربها هل أنصفها السلطان ورجال السلطان ؟ فإن لم يرحمها أهلُها ، فلن يرحمها أحد بعدهم إلا الله.