· يقف المسلم مشدوهاً أمام الأحداث المتلاحقة, والأحوال المتناقضة لعالم اليوم.
· يشعر المسلم بأنه يخوض بحراً من العجائب والغرائب, أمواجه من الفتن السوداء ، لا يعرف وجه الحق فيها.
· فلا تنقضي فتنة حتى يعقبُها ما هو أشدُّ وأعظم.
· في مثل هذه الظروف الحالكة المتداخلة المتضاربة تتبدل مفاهيم كثير من الناس, وتتزعزع الثوابت الشرعية في نفوسهم.
· حتى يصبح الحق باطلاً, والباطل حقاً, يصبح الرجل مؤمناً ، ويُمسي كافراً, ويُمسي مؤمناً ، ويُصبح كافراً والعياذ بالله.
· إن الحقائق الإيمانية والثوابت الشرعية: لابد أن تبقى راسخة في قلوب المسلمين ، لا تزعزعها الفتن ، ولا تغيِّرها تقلبات الزمان.
· من هذه الحقائق التي لابد أن ترسخ في قلوبنا:
· أن العالم يفتقر إلى السلام, والسلام لا يتحقق إلا بالإسلام, والإسلام لا يقوم إلا بالمسلمين.
· الكفار أياً كانوا لا يمكن أن يُقيموا الحق, فهم أهل الباطل ، وفاقد الشيء لا يعطيه.
· كفار اليوم هم كفار الأمس ، لم تتغير أهدافهم وغاياتهم ، وإنما تطوَّرت أساليبهم ، وتنوَّعت خططهم.
· الكفار لا يزالون يقاتلون المسلمين حتى يــردُّوهم عن دينهم: ) وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُــمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُـمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ (.
· الكفار لا يرضون عن المسـلمين بغير الكفر والارتداد : ) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً (.
· الكفار يرغبون في ضلال المسلمين : ) وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ (, ) وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (.
· الكفار يُلبسون الحق بالباطل, ويكتمون الحق: ) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (.
· الكفار لا يتحركون إلا فيما يحقق مصالحهم, فقد توافق مصلحة عندهم مصلحة عند المسلمين، فيظنُّ البعض أنهم أهل حق.
· ولهذا يلاحظ في سياسة الكفار تقلُّب ولائهم, فعدو الأمس صديق اليوم, وصديق اليوم عدوٌ غداً.
· إن من الثوابت الشرعية والعقائدية : أن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه.
· الأخوة بين المسلم والمسلم لا تنقطع إلا بالكفر البواح الصريح, وأُخوته باقية مادام مسلماً.
· زوال الدنيا أهون عند الله من سفك دم مسلم بغير حق.
· المسلم ينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً.
· إن هذه الثوابت لا تتغير ولا تتبدل مع تطاول الزمان، وتقلُّب الأحوال.
^ ^ ^
· أيها المسلمون : إن من أكثر المصطلحات السياسية المعاصرة غموضاً مصطلح الإرهاب:
· فإذا قُصد به قتل الكافر المستأمن والمرأة والطفل ، وتحطيم المنشآت فهذا مرفوض في الإسلام.
· أما إن قصد به إرهاب الكفار المحاربين ، وإرعاب المتربِّصين فهذا حق : ) وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (.
· والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : » نُصرت بالرعب مسيرة شهر «.
· إن من الإجرام إلصاق تهمة الإرهاب بمعنى ترويع الآمنين المستأمنين بالمسلمين، بحيث تصبح سمة للمسلمين ، وبناء عليها تُنتهك أعراضهم ، وتُسلب حقوقهم.
· إن في العالم فئات كثيرة من غير المسلمين تحب الإرهاب وتمارسه, وتتعشَّق سفك الدماء ، وإثارة الحروب مثل: اليهود, وفئات في اليابان, والصين, وروسيا, وسيريلانكا, ويوغسلافيا, وأوروبا ، بل وحتى في أمريكا ؛ ففيها عشرات الألوف من الأشخاص من أصل أمريكي يحبون الدمار, ويتمنون زوال أمريكا، وتفكك أوصالها.
· وهناك فئات أخرى وعصابات مثل : المافيا, وتجار المخدرات، وغيرهم ممن يحققون مصالحهم الخاصة من خلال تدمير البشرية.
· إن حلَّ مشكلة الإرهاب تبدأ من استئصال أسبابها وليس من معالجة نتائجها.
· إن القوة والحرب والتدمير ليست حلاً في قمع الإرهابيين, فما زال الإرهاب الدولي يتزايد مع كل القمع ، دون حلٍ جذري.
· أيها المسلمون: إن الحياة لم تنته ولن تنته بهذه الحروب ، فقد واجه المسلمون حروباً كثيرة قادها الغرب منذ القديم لاستئصال الإيمان ، ولكن باءت مقاصدهم وجهودهم بالإحباط والإخفاق.
· إنما يحتاج المسلم اليوم إلى الحكمة في تعامله مع الأحداث ، ليدفع عن نفسه أذى الغرب وسطوتهم, بشرط أن لا تخل هذه الحكمة بالثوابت الشرعية والعقائدية.
· فإذا لم يجد المسـلم مخرجاً شرعياً من مواجهة الكفار ، واضطر للحرب : فإن الموت في سبيل الله أسمى ما يتمناه المسلم .
· نسأل الله تعالى أن يردَّ كيد الكفار, وأن يُحقَّ الحق بكلماته إنه سميع مجيب.