· تتلاحق الأحداث, وتتتابع المواقف بصورة سريعة ومذهلة, حتى إنها من تسارعها يُنسي بعضها بعضاً, ويطغى بعضها على بعض.
· وتقف أمة الإسلام من الأحداث التي تعصف بها موقف المتفرِّج, ليس لها دور في صناعة الأحداث أو توجيهها.
· والفرد المسلم في هذه الأمة يعيش مذهولاً من واقع المسلمين المتردي, وما آلت إليه أحوالهم, لا يكاد يفوق لنفسه من كثرة الأحداث وتتابعها.
· لقد كثُرت على الأمة الجراح, وتعددت المآســي, وتنوعت الآلام ، ولا نشكو حالنا وحزننا إلا إلى الله, الذي لا يُحمد على مكروه سواه.
· لقد خارت منا القوى, وهزُلت منا الأبدان أمام أعدائنا الذين تمكَّنوا بالسلاح المتفوق من رقاب المسلمين , يُذلُّونهم ويحتقرونهم.
· إن المسلم ليقف مشدوهاً كيف استطاع مائة وثلاثون ألفاً من الكفار أن يسيطروا على دولة كاملة بشعبها ورجالها ومؤسساتها المدنية والعسكرية.
· لقد تسلَّطوا بقوة الحديد والنار, حين غفل المسلمون عن التفوق العسكري, وصدق الله تعالى إذ يقــول: )وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً (, والواقع يشهد أن المســلمين قد غفلـــوا عن السـلاح ، حتى تفوَّق عليهم غيرهم.
· ولهذا لا تسمح دول الكفر المتقدمة بامتلاك المسلمين سلاحاً متفوقاً, ولا سيما السلاح النووي, لتبقى الدول الإسلامية مهزومة ضعيفة بصورة دائمة.
· ولما توصل العلم إلى أسلحة رخيصة وفتاكة يمكن تصنيعها محلياً بطرق سهلة ، كالأسلحة الكيماوية والبيولوجية, وما يُسمَّى بأسلحة الدمار الشامل : أصدرت الدول الكافرة المتسلطة القوانين لتحريمها ومنع تصنيعها, ليبقى الضعيف ضعيفاً دائماً, والقوي قوياً دائماً, في الوقت الذي يمتلكونها هم ، ويطوِّرونها كما يشاؤون.
· إن السعي للتكافؤ العسكري مع الكفار أمر مطلوب شرعاً, وكذلك كلُّ ما من شأنه أنه قوة رادعة لابد أن يمتلكه المسلمون, وها نحن نشاهد كيف اختلفت لغة الغرب مع كوريا الشمالية بعد أن امتلكت السلاح النووي الرادع, فكيف لو امتلكه المسلمون جميعاً ؟
· أيها المسلمون : لقد شاهد العالم ما يجري في العراق منذ أكثر من عام, من الفتك والتدمير والحرق والتخريب , وأخيراً بهتك الأعراض واستباحة الحرمات، ونهب الثروات والآثار.
· أيُّ كرامة تبقى للإنسان بعد أن تُنزع عنه ملابسه أمام إخوانه وأعدائه, أيُّ إنسانية تبقى للإنسان حين تتراكم الأجساد العارية بعضها فوق بعض, وتُلتقط عندها الصور التذكارية ؟
· أيُّ قوة غيرُ قوة الله تعالى تدفع عن هذا العربي المسلم الأعزل في سجن أبو غريب بطش الجندي الكافر ، وإذلاله واحتقاره ؟
· أيُّ قوة غيرُ قوة الله تعالى تدفع عن المرأة المسلمــة المحجَّبة في سجن أبو غريب أيدي الجند ، حين يُحيطون بها, ينزعون عنها حجابها ولباسها ؟
· أيُّ قوة غيرُ قوة الله تدفع عن المرأة العفيفة البكر والثيِّب أن يغتصبها الجندي الكافر, بمن تلوذ بعد الله تعالى, حين خذلها المسلمون ؟
· من يبرِّد قلب أبيها وزوجها وأخيها من نار اغتصابها, وحرمة انتهاك عرضها ؟
· ماذا نقول للنساء الشريفات في سجن أبو غريب وقد تحركت في أرحامهن الأجنة ، بسبب الاغتصاب والاعتداء عليهن ؟
· بماذا نعزي الرجل العربي الأنف ، وقد جرَّته المرأة السجَّانة بحبل في عنقه كأنه دابة ؟
· إن المسلم الصادق ليقف مقهوراً محروقاً أمام تسلط الكفار وبطشهم وقسوتهم, ليس عنده ما يدفع به عن نفسه ولا عن إخوانه وأخواته.
· إن الذي ظهر للعالم من أحداث العراق ليس إلا جزءاً من الحقيقة المؤلمة, وإلا فإنَّ ما خفيَ كان أعظم وأشد.
· ثم إن ما حصل للعراق ليس خاصاً بهم ، بل هو مسلك الغرب الحاقد مع المخالفين ، ولا سيما من المسلمين حين يتسلَّطون عليهم.
· إنها الديموقراطية على الطريقة الهمجية الغربية ، والبربرية الأمريكية والبريطانية.
· إن ما يجري اليوم في العراق ليس إلا صورة مكررة من تاريخ الغرب وعنفه وهمجيته, فهذه محاكم التفتيش في أوروبا ، والحملات الصليبية المسعورة ، والحروب الحديثة ، كلُّها شاهدة على جرائمه ومظالمه, وصدق الله العظيم إذ يقول: ) كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ * اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ(.
^ ^ ^
· أيها المسلمون : إن عالم الغرب هو عالم الغرب ، لم يتغيَّر منه شيء إلا الصور والأشخاص والوسائل, فلا يزال الغرب على حقده وظلمه منذ القديم.
· إن الإنسان ليعجب من بعض أبناء جلدتنا ممن يُسارعون في السلام والموادعـة , أيُّ سـلام مع من يحاربك وينتـهك عرضك ؟ إن القطة لا تسالم من يضربها؛ وإنما السلام لمن جنح إلى السلم.
· لقد أُلقم المتغرِّبون من أبناء جلدتنا حجراً بعد هذه الأحداث, من يستطيع منهم بعد اليوم أن يقنعنا بالغرب وديموقراطيته وحريته وعدالته ؟
· إن الاعتقاد بالسلام أمر بعيد, فإن الغرب من اليهود والنصارى يعتقدون عقيدة راسخة بضرورة الاصطدام المسلح بيننا وبينهم في حرب شاملة ، يزعمون أنهم ينتصرون فيها علينا.
· إن الجهاد لدفع الكفار عن بلاد المسلمين فرض لازم على أهل العراق والدول المجاورة له, وهذه من المسائل المعلومة بالشرع, فماذا قدمنا لإخواننا ؟
· وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: » يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ، قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين, قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلـم تعده, أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده «, فإذا كان الله يوبِّخ من لا يعود المرضى ، فكيف بمن يخذله ويتركه للكفار يبطشون به ، وينتهكون حرمته ؟
· أيها المسلمون : ما هو موقفنا – لا قدَّر الله – إذا كنا في موقعهم ، وتسلَّط علينا الكفار في بلادنا ، ثم خذلنا المسلمون ، فلم ينصرونا ، أكنا نعذرهم بتخاذلهم ؟
· قال الرسول صلى الله عليه وسلم : » ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً عند موطن تُنتهك فيه حرمته ، ويُنتقص فيه من عرضه : إلا خذله الله عز وجل في موطن يحبُّ فيه نصرته «.
· اللهم اغفر لنا تقصيرنا ، وإسرافنا في أمرنا ، وانصرنا على القوم الكافرين .