· تتوالى الأحداث والمواقف الكثيرة على أمتنا, وكأن الأمةَ تعيش ريشة في مهبِّ الريح, تتقاذفها الأمواج من كلِّ جانب.
· والواقع يشهد أن الأمة تعيش خارج اللعبة الدولية, بعيداً عن مواقع اتخاذ القرارات الدولية, لا يُستأذنون ولا يُستشارون.
· لقد انشغل المسلمون بأنفسهم,لم يعد يُهمُّهم شيء, لقد انشغل الرؤساء بعروشهم ومناصبهم, وانشغل الأغنياء بجمع المال واستثماره, وانشغل الفقراء بلقمة عيشهم, وانشغل الشباب والفتيات بالكرة ، والموسيقى ، والاستار أكاديمي.
· لقد انشغل الجميع بأنفسهم فلم يعد يُهمُّهم شيء, في الوقت الذي انشغل العالم كلُّه بنا, تخطيطاً, وتنفيذاً, وتسلُّطاً.
· إن الواقع يشهد أنَّه ليس أحدٌ من المسلمين المعاصرين على يقظة حقيقية واعية صادقة: إلا المجاهد في سبيل الله على أرض فلسطين.
· الذي حمل روحه على كفِّه, قد أعدَّ أكفانه, وكتب وصيته, ينتظر ساعته متى تكون.
· إن الصامدين على المبادئ في الأرض المحتلة يموتون كلَّ يوم مائة مرة, يموتون مع كلِّ قذيفة وصاروخ وطلقة, لا يدرون أين تقع من أجسادهم.
· يخرج أحدهم من بيته لا يدري أيعود على أقدامه أم محمولاً على أكتاف الرجال , أيعود فيجد بيته قائماً أم أنقاضاً مدمَّرة ؟
· لقد حاصر اليهود أبناء فلسطين في قوتهم وأموالهم ومزارعهم وعلاجهم, وهاهم الآن يبنون حول قراهم الجدران الخرسانية العالية المنيعة ؛ ليجهزوا عليهم.
· ثم أخذ اليهود ضمن خططهم التدميرية يتربَّصون بفضلاء الشعب الفلسطيني, فيلتقطونهم واحداً بعد الآخر, يعتقدون أنهم يُوقفون بذلك المقاومة.
· حتى تَوَّج اليهود خياناتهم وغدرهم وبطشهم باغتيال الشيخ أحمد ياسين في الطريق العام, وقد أدَّى صلاة الفجر في جماعة المسجد, ثم خرج بعربته مع بعض الأشخاص ليتلقى جمعاً من الصواريخ المدمِّرة عبر ثلاث طائرات تحلِّق فوق المسجد، فوقع الشيخ ومن معه أشلاءً ممزقةً.
· أما كانت رصاصة واحدة تكفي لقتل الشيخ المقعد, الذي لم يبقَ منه إلا رأسه؟ هل كان يظن اليهود أن الشيخ يخبئُ في عربته الصغيرة أسلحة للدمار الشامل يخافون منها, أم أنه يحمل حزاماً ناسفاً يخشون القرب منه.
· إن هذه الواقعة النكراء لتدل بقوة على هزيمة اليهود أمام الشيخ المقعد, حين عَجَزوا أن يثنوا همَّته بالسجن, والترهيب, والترغيب, والمحاصرة, والمفاوضة حتى إذا يئسوا منه قتلوه، يظنون أنهم يتخلصون من الجهاد والمجاهدين.
· لقد أمضى الشيخ أربعين عاماً في جهاد اليهود والدعوة إلى الله وهو على كرسيِّه, لا يستطيع أن يحرك شيئاً من أطرافه, ولكم أيها المسلمون أن تتخيَّلوا حجم معاناته، في حركته، وخروجه، ودخوله، وأموره الخاصة والشخصية.
· إن القتل والتدمير عادةٌ يهودية قديمة, فمنذ فجر التاريخ اليهودي وهم يقتلون الأنبياء والصالحين, ولا يستحيون من الله ولا من خلقه.
· إن المشكلة لا تكمن في مقتل الشيخ رحمه الله فقد قام بواجبه وسعى في إيقاظ الأمة قدر استطاعته, ونال شرف الشهادة في سبيل الله إن شاء الله, ولكن المشكلة تكمن في تقاعس صحيح البدن ، قعيد الهمة, الذي قد حبسته شهوته, وقيَّدته آماله القاصرة عن نصرة أمته, والدفع عنها, في الوقت الذي يجد فيه الشيخ المقعد والطفل والمرأة ما يدفعون به عن أمتهم.
· أَمَا من شريف في دول المواجهة والصمود يفتح جبهة مع اليهود, يشفي بها صدور المؤمنين, ويذهب غيظ قلوبهم ؟
· إن المسلمين في كلِّ مكان يتشوَّقون لِلُقيا اليهود على أرض فلسطين, لا ليقاتلوهم بالسلاح, ولكن ليقاتلوهم بأظفارهم وأسنانهم وخناجرهم.
· إن المسلم المعاصر ليتمنى أن يسمع أحجارَ فلسطين وأشجارها وهي تناديه : يا مسلم يا عبد الله: هذا يهودي تعال فاقتله.
· إن المسلم الحق الذي قد شرَّفه الله بالإسلام : لا يرضى بالذل والصغار والخضوع للكفار, فإن أشدَّ ما يمكنُ أن يُصيبهُ هو أن يموت, والله تعالى يقول: ) وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُـواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهـِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (.
· إن المسلم يعتقد بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: »ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا أذلهم الله« , وقوله: »من مات ولم يغز، ولم يحدِّث به نفسه : مات على شعبة من النفاق«, وقوله في القتل: »لا يجد الشهيد من ألم القتل إلا كمسِّ القرصة«.
· لقد أثبت الواقع أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لكفِّ المعتدين عن بطشهم , فإن لم تكن أخي المسلم من المجاهدين فكن من الداعمين الداعين المتبرعين ، وفي الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: » من لم يغزُ، أو يجهز غازياً ، أو يخلف غازياً في أهله بخير: أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة «.
^ ^ ^
· أيها المسلمون : لقد غفل اليهود أن النصر عند المسلمين مرتبط بالموت والشهادة والدماء, فإن النصر في التصور الإسلامي ينبت حيث يرويه الدم.
· فما من شهيد يسقط إلا ويقوم مقامه ألف مقاتل، إن الانتصار الحقيقي: هو الثبات على المبادئ ولو كلَّف ذلك الموت، وإن الهزيمة الحقيقية هي ضياع المبادئ ولو كان ذلك مع بقاء الحياة، فما هي قيمة حياة المسلم بلا مبادئ ؟
· إن قتل الشيخ أحمد ياسين سوف يكون بإذن الله وبالاً ودماراً على اليهود، وبداية نهايتهم، ولن تغني عنهم دول الكفر التي تقف وراءَهم.
· اللهم اجعل موت الشيخ ناراً على اليهود، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم.