· قبل أيام قلائل أظلَّنا شهر كريم عظيم هو سيِّدُ شهور السنة, وأعظمها, وأحبها عند الله تعالى.
· إنه شهر رمضان, شهر الصبر, لو يعلم الناس ما فيه من الخير لتمنوا أن تكون السنة كلُّها رمضان.
· كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشِّر أصحابه بقدوم رمضان عند آخر يومٍ من شعبان: يحثُّهم على الطاعة والعمل الصالح.
· كيف لا يبشرهم بشهر: يغفر الله للعبد ذنوبه كلَّها.
- شهر: تُصفَّد فيه مردة الشياطين.
- شهر: يتحصن فيه المؤمن من النار.
- شهر: تُضاعف فيه الأجور إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة.
- شهر: تُفتح فيه أبواب الجنة, وتغلق فيه أبواب الجحيم.
- شهر: أوله رحمة, وأوسطه مغفرة, وآخره عتق من النار.
- شهر: دعوة الصائم فيه لا تُرد.
- شهر: فيه ليلة خير من ألف شهر.
- شهر: تكفَّل الله بثوابه: »الصوم لي وأنا أجزي به«.
· بناء على هذه الفضائل فقد كان للسلف مع رمضان مواقف عظيمة, واستعدادات جليلة عند استقبال الشهر.
· لم يكن رمضان عند السلف كغيره من الأشهر, فقد كانوا يغيرون برامجهم فيه, ويكثرون من الصلاة والقرآن والصدقة.
· فقد كان بعضهم يختم المصحف كلَّ يوم مرة, وبعضهم مرتين, وبعضهم ثلاث مرات, وبعضهم كان لا ينام في ليل أو نهار.
· كان دافعهم في كلِّ ذلك اغتنام الأيام المباركة.
· أيها المسلمون : إن للصيام فوائد عظيمة في حفظ الجوارح من المفاسد فهو الوســـــــيلة للتقـــــــوى, ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (.
· كما أن له فوائد على تربية الإرادة, وحفظ النفس من جماح الشهوات, وفيه صحة الأبدان من الأسقام, وفيه صفاء العقول, ونقاء الفكر, إلى جانب أنه يشرح الصدور ويزكي الأرواح.
· فاحرصوا أيها المسلمون على الصيام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: » اتقوا الله وصلُّوا خمسكم, وصوموا شهركم, وأدُّوا زكاة أموالكم ، وأطيعوا ذا أمركم : تدخلوا جنة ربكم «.
· ويقول أيضاً: » من خُتم له بصيام يومٍ دخل الجنة «.
· اللهم اجعلنا من أهل الجنة, ولا تجعلنــا من أهــــل النار, برحمتك يا أرحم الراحمين.
· اللهم اغفر لنا، ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
^ ^ ^
· الناس مع رمضان أصناف:
· فمنهم من يستقبله وقد ملئ فرحاً وعزيمة على الاجتهاد في الطاعات.
· ومنهم من يستقبله وهو خائف من التقصير فيه: لمرض به,
أو شغل لابد منه, أو سفر.
· ومنهم من يستقبله وهو غافل لا يدري ، إنما يصوم مع الصائمين، ويُفطر مع المفطرين.
· ومنهم من يستقبله وهو كاره له مبغض لما فيه من الإلزامات الشرعية والعادات الاجتماعية.
· فليحذر هؤلاء فقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء أناساً معلَّقين من عراقيبهم وقد شُقَّت أشداقهم, وهم المفطرون في رمضان.
· ولئن كان هذا حال الأفراد, فما هو حال الأمة في عامها وهي تستقبل الشهر:
· فكيف تستقبل الأمة هذا الشهر: وقرآن ربها الذي نزل في رمضان محجورٌ عليه, لا مكان له في دساتيرها ؟
· كيف تستقبل الأمة هذا الشهر: والفُرقة والاختلاف قد عمَّت جميع المستويات الدولية والمحلية ؟
· كيف تستقبل الأمة هذا الشهر: وغالب فقـراء العالم من المســلمين، لا يجدون ما يسدُّ الرمق ، ويستر العورة ؟
· كيف تستقبل الأمة هذا الشهر: وبعض شعوبها تُدكُّ بأبشع أسلحة الفتك الحديثة ؟
· كيف تستقبل الأمة هذا الشهر : والمسجد الأقصى أسير المغتصب اليهودي ؟
· كيف تستقبل الأمة هذا الشهر: ووسائل إعلامها تستعد بكل قوة لإزالة آثار الشهر التربوية من نفوس المسلمين ؟
· فأين نحن من هذا الشهر ؟
· فاتقوا الله أيها الناس ، واحرصوا على صيامكم لعل الله أن يتقبل منا ويعفوَ عنا.