· لما ضاق الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمسلمين في مكة: أذن المولى عزَّ وجلَّ بالهجرة إلى المدينة المنورة.
· فظهر بهذه الهجرة المباركة للمدينة المنورة فضائل عظيمة لم تكن لتظهر لولا هذه الهجرة.
· من فضل الله على هذه المدينة المباركة أن جعلها مأوى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين معه، وفَرَضَ الله على كل مؤمن في ذلك الوقت الهجرة إليها في أول الأمر.
· ولما كان المهاجرون يشتاقون إلى مكة : دعا الرسول صلى الله عليه وسلم أن تكون المدينة مُحبَّبة إليهم كحال مكة فقال: » اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد «.
· فكانت المدينة بعد ذلك أحبَّ البلاد إلى المؤمنين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر المدينة حرَّك راحلته لتسرع شوقاً إليها.
· وقد رغَّب الرسـول صلى الله عليه وسلم في سكناهـا، والموت فيها فكان يقول: » المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون « ، ويقول : » من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها «.
· وحذر عليه الصلاة والسلام من يزهد فيها فقال: » لا يخرج أحدٌ من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله به خيراً منه «.
· وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان فقال: » إن الإيمان ليأرِزُ إلى المدينة كما تأرِزُِ الحية إلى جحرها «.
· وقد جعلها الله تعالى محفوظة بحفظه ، فلا يُسلَّط عليها الدجــال، ولا الظلمة، ولا الطاعون ؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: »على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال «، ودعا على من يُخيفُ أهل المدينة فقال: » من أخاف أهل المدينة أخافه الله « ، وقال : » اللهم من أراد المدينة بسوء فأذبْه كما يذوب الملح في الماء « .
· وقد دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة حتى أصبحت البركة فيها ضعفي ما في مكة، وقال عليه الصلاة والسلام: » اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض ، وبارك لنا في مدِّنا وصاعنا « ، كما جعل المولى في بعض ثمر المدينة شفاء كالعجوة، فقال عليه الصلاة والسلام: » إن في عجوة العالية شفاء« ، وقال : » من تصبَّح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمٌ ولا سحر «.
· أيها المسلمون : في المدينة المسجد الذي أسس على التقوى ، الصلاة فيه بألف صلاة , وهو خاتم مساجد الأنبياء.
· وفيه المنبر على تُرعة من تُرع الجنة.
· وفيه الروضة الشريفة، روضة من رياض الجنة.
· وفي المدينة مسجد قباء, الصلاة فيه بأجر عمرة.
· فيها من الآثار الإسلامية كمسجد القبلتين ومسجد الإجابة.
· وفيها جبل أحد الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: »جبل يحبنا ونحبُّه«.
· وفي المدينة البقيع الذي دفن فيه جمعٌ من الصحابة يبلغ العشرة آلاف، وفيها شهداء أحد.
· ولو لم يكن فيها إلا بدن المصطفى عليه الصلاة والسلام لكفاها شرفاً.
· أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (.
^ ^ ^
· أيها المسلمون : لقاصد المدينة آداب لابد من مراعاتها:
· منها: إخلاص النية, فإن العمل يفتقر إلى النية الصالحة.
· ومنها: اسـتحضار عظمتها ومعرفــة حرمتها ، فهي حرام مثل مكة لا صيد فيها ، ولا يُنزع شجرها ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: » إنها حرمٌ آمن «.
· ومنها: الحرص على الطاعات ، وتجنب المعاصي والمنكرات مثل: تبرج النساء, مشاهدة البرامج القبيحة على التلفاز, التسكع في الشوارع, والخصام مع الناس.
· ومنها : الحرص على الصلاة في المسجد النبوي لا سيما للرجال.
· ومنها : الأدب في المسجد وعدم اللَّغو فيه.
· ومنها : الصبر على الأذى فيها كالحر أو البرد ، وعدم الإساءة لأهلها.
· ومنها : تجنُّب البدع والغلو عند زيارة القبر الشريف وأضرحة الصحابة ، كالتمسُّح بها، وإلصاق البدن بجدرانها ، ودعاء أهلها , مع استشعار عظيم المقام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأدب عند قبره.
· ومنها : الإكثار من الصلاة والسلام عليه ؛ فإن من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً.
· ومنها : الحرص على الصلاة في مسجد قباء ، رغبة في عظيم الأجر والثواب ؛ فإن الصلاة فيه بأجر عمرة.
· ومنها : الحرص على زيارة البقيع كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتسليم على أهله كما جاء في السنة.
· ومنها : دوام الشوق إليها دون ملل ، وتمني السكنى فيها والدعاء بذلك.