الخطبة الأولى:
الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، أحمده وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ومن نزغات الشيطان، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وليُّ الصابرين، وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله إمامُ المتقين، ورسولُ رب العالمين، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ (.
) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (.
)إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيماً حَكِيماً* وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْـمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (.
) وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْـمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (.
أما بعد.. فإنَّ التوبةَ من الذنوب، والرجوعَ إلى ستار العيوب، وعلام الغيوب، هي مبدأ طريق السالكين، ورأس مال الفائزين، وأمل المؤمنين الصادقين. فهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: « إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة »، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يعدون له في المجلس الواحد: « رب اغفر لي وتب عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم» مائة مرة.
أيها الإخوة الكرام: إن التوبة واجبة على كل أحد، فالمذنب تجب عليه التوبة والإقلاع عن الذنب، والصالحُ تجب عليه التوبة من التقصير في جنب الله عز وجل. فلا أحد يمكنهُ أن يُوفِّيَ الله حقه من العبادة، ولو يخرُّ الإنسان ساجداً لله عز وجل منذ أن تلدهُ أمُّه إلى أن يموت: لاحتقر عبادته يوم القيامة. فالملائكة الذين أطَّت بهم السماء، فما من موضع شبر إلا وملك واضعٌ جبهته لله ساجداً، يقولون يوم القيامة: « سبحانك ما عبدناك حق عبادتك»، ويقول عليه الصلاة والسلام: « لن يدخل أحد الجنـة بعمـله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ». وسألتِ السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل: ) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتـَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ(، « أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: لا يا بنت أبي بكر ، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي، وهو يخاف أن لا يُتقبل منه ». فكيف بالله بمن تلبَّس بالذنوب والمعاصي, وغَفَلَ عن الله عز وجل. كيف بمن ترك الصلاة, ولم يُؤت الزكاة, كيف بمن أطلق لعينيه العِنَان تنظران إلى ما حرَّم الله, كيف بالنساء المتبرجات في الشوارع والأسواق, كيف بمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أيها الإخوة: إذا كان الصالحون يخافون من بطش الله ومكره ولا يأمنون, ولا ينعمون بنوم أو طعام, فكيف بنا, ألسنا أولى بالخوف والخشية من أن تُحيط بنا سيئاتنا فنهلك والعياذ بالله. يقول فضالةُ بن عبيد رضي الله عنه : »لأن أكونَ أعلمُ أن الله تقبل مني, مثقال حبةٍ من خردلٍ أحبَّ إليَّ من الدنيا وما فيها, لأن الله تبارك وتعالى يقول: ) إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْـمُتَّقِينَ ( «.
أيها الإخوة الكرام: إن من أعظم الأمثلة على التوبة النصوح قصة المرأة الغامدية, التي زنت, وجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا وطلبت منه أن يقيم عليها الحد, فيأمرها أن ترجع حتى تضع الحمل, ثم يأمرها أن تُرضع المولود, وما بين حملِها ورَضَاعها للمولود ما يقارب ثلاث سنوات. وهي في كل مرة تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تُذَكِّرهُ بنفسها وهي تعلم علم اليقين طبيعة العقاب الذي ينتظرها, ولكنها التوبة النصوح, التي مسَّت أصل قلبها, وامتزجت بروحها, فما استطاعت إلا أن تتطهر, وتقدَمَ على ربها نقية طيبة. فأمر بها رسول الله صلَّى الله عليه وسلم, فشُدَّت عليها ثيابها, ورُجمت بالحجارة حتى الموت, ثم صلَّى عليها رسول الله صلى الله عليه وســــلم, فقال له عمر رضي الله عنه: »تصــلي عليها يا رسول الله, وقد زنت؟ قال: لقد تابت توبةً لو قسِّمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم, وهل وجدت أفضلَ من أن جادت بنفسها لله عز وجل؟« وهكذا التوبة فلتكن .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « النادمُ ينتظرُ من الله الرحمة, والمعْجَبُ ينتظر المقت, واعلموا عباد الله, أن كلَّ عاملٍ سيقْدَمُ على عمله, ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حُسْنَ عمله, وسوءَ عمله, وإنما الأعمال بخواتيمها, والليل والنهار مطيتان, فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة, واحذروا التسويف, فإن الموت يأتي بغتةً, ولا يغترَّنَّ أحدكم بحلمِ الله عز وجل, فإن الجنة والنار, أقربُ لأحدكم من شراك نعله, ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ( «.
واحذروا أيها الأخوة من مُحقَّرات الذنوب, وما تعدونه من الصغائر, فإنها المهلكة, يقول عليه الصلاة والسلام: « إياكم ومحقَّرات الذنوب, فإنهن يجتمعن على الرجل يهلكنَهُ »، ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام واعظاً السيدة عائشة رضي الله عنها: « يا عائشة, إياك ومُحقَّرات الأعمال, فإن لها من الله طالباً ».
ويقول الصـحابي أبو ســعيد الخدري رضي الله عنه واعــظاً التابعـــين: « إنكم تعملون أعمالاً لهي أدقُ في أعينكم من الشعر, كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات », فما تراه يقول إن عاش زماننا, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الإخوة الكرام: إن خطر المعاصي إذا تراكمت على قلب الإنسان خطرٌ عظيم, فالعاصي إن لم يتدارك نفسه بالتوبة النصوح, فإن قلبه ينطبع, فلا يكاد بعد ذلك يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً, يقول في ذلك عليه الصلاة والسلام: « إن المؤمن إذا أذنب, كانت نكتةٌ سوداءُ في قلبه, فإن تاب ونزعَ واستغفر, صُقِلَ قلبه, فإن زادَ زادت, فذلك الران الذي ذكرَهُ الله في كتابه )كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (».
واعلموا يا عباد الله أن باب التوبة مفتوحٌ للمذنبين, يقول عليه الصلاة والسلام: »إنَّ من قِبلِ المغربِ لباباً مسيرةُ عرضه أربعون عاماً, أو سبعون سنة, فتحهُ الله عز وجل للتوبة, يومَ خلق السماوات والأرض, فلا يُغلقُهُ حتى تطلعَ الشمس منه«, واعلموا أن الله يفرح بتوبة عبده, وأنه لا يعظُمُ عنده ذنبٌ, فرحمتُهُ واسعةٌ, وعفوهُ عظيم, ولكن أين التائبون, أين المنيبون, أين العائدون إلى الله,المعترفون بذنوبهم بين يدي الله, يقول عليه الصلاة والسلام: « والذي نفسي بيده, لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم ما بين السماءِ والأرض, ثم استغفرتم الله, لغفر لكم, والذي نفسُ محمد بيده, لو لم تخطئوا, لجاءَ الله بقومٍ يخطئون, ثم يستغفرون فيغفرُ لهم ». وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: « إن إبليس قال لربه عز وجل: بعزتك وجلالك لا أبرح أُغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم ، فقال له ربه عز وجل: فبعزتي وجلالي لا أبرحُ أغفرُ لهم ما استغفروني ».
فبادروا رحمكم الله بالتوبة النصوح, واعلموا أن كل بني آدم خطاءٌ, وخير الخطائين التوابون, وكونوا رحمكم الله من أبناء الآخرة الباقية, ولا تكونوا من أبناء الدنيا الفانية, يقول علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه: « إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة, وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة, ولكل منهما بنون, فكونـوا من أبناء الآخرة, ولا تكونوا من أبناء الدنيا, فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل ».
أيها الأخوة الكرام هذا أوان التوبة, وأنتم أحوج ما تكونون إلى مدد الله, وإنما ينصــر الله أوليــاءه المتقــين, ) أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّـهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُــواْ وَكَانُواْ يَتَّقُــونَ* لَهـُمُ الْبُشْرَى فِي الْـحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (.
واعلموا عباد الله أنه لا عقاب إلا بذنب, ولا يرفعُ إلا بتوبة, فتوبوا إلى الله, واستغفروه يغفر لكم, إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى, والصلاة والسلام على النبي المصطفى, والرسول الكريم المجتبى, وعلى آله وأصحابه أجمعين، ما من طريق خير إلا دلنَّا عليه, وما من طريق شرٍ إلا حذَّرنا منه.
أيها الإخوةُ الكرام : لقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم, حالَ المؤمنِ مع ذنوبه, وحالَ الفاجرِ مع ذُنوبه, فقال: « إن المؤمن يرى ذنوبَهُ كأنه في أصل جبلٍ, يخافُ أن يقع, وإن الفاجر يرى ذنوبَهُ مثل ذُبابٍ مرَّ على أنفه, فذبَّهُ عنه »، (أي دفعه عنه).
ففي هذا الحديث يبيِّن عليه الصلاة والسلام, كيف أنَّ المؤمن في حالةٍ من الخوفِ والرهبةِ أن يُؤاخذه الله بذنوبه فيهلِك, وكيف أن الفاجر, لا يكترث لذلك ولا يبالي. فلننظر في أحوالنا مع ذنوبنا, هل نحن من الخائفين, أم من الآمنين المطمئنين, الذين يظنون أن الجنة مضمونة لهم.
يقول عليه الصلاة والسـلام: « لو يعلـم المؤمـنُ ما عِنْدَ الله من العقوبة, ما طَمِعَ بجنَّته, ولو يعلـمُ الكافـرُ, ما عند الله من الرحمة, ما قَنَطَ من جنَّته ».
ويقول عليه الصلاة والسلام مُبيناً عِظمَ غفْلة الناس عن حقائق عالم الغيب, وهول المطلع: « إني أرى ما لا ترون, وأسمع ما لا تسمعون, أطَّتِ السَّماءُ, وحُقَّ لها أن تئِطَّ, ما فيها موضعُ أربع أصابِعَ إلا وملكٌ واضعٌ جبهته لله ساجداً, والله لو تعلمونَ ما أعلم, لضحكتم قليلاً, ولبكيتم كثيراً, وما تلذَّذْتُم بالنساء على الفرش, ولخرجتُم إلى الصُّعُدات (أي إلى الطرق) تجْأرون إلى الله, لَوَدِدْتُ أني شَجرَةٌ تُعضَدُ » (أي تمنيتُ أني شجرة تُقطع, ولا أعلمُ هذا العلمَ العظيم).
وقد كان عليه الصلاة والسلام يُسمعُ لصدره أزيزٌ كأزيز المرجلِ من البكاء عندما يصلي, من شدة خوفه وخشيته من الله, وهو الذي غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وكذلك الصحابةُ رضوانُ الله عليهم، فقد كان يُسمعُ بكاءُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من وراء الصفوف, حتى كان يمرُّ بالآية من كتاب الله عز وجل فتخنُقُهُ العَبْرَة فيبكي حتى يسقُط على الأرض, ويعودُهُ الناس . وقد كان في وجهه رضي الله عنه خطَّان أسودان من كثرة البكاء. وكان يقول: « لو نادى منادٍ من السماء, أيها الناس إنكم داخلون الجنة كُلُّكُم أجمعون, إلا رجلاً واحداً, لخفتُ أن أكون هو»، ويقول هذا الكلام رضي الله تعالى عنه رغم أنه مبشَّرٌ بالجنة، فكيف بالله عليكم من لم يُبشَّر بها, بل كيف بمن اقترف المعاصي, والآثام, ثم يتمنى على الله الأماني, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الإخوةُ الأحباب : استمعوا إلى هذا الحديثِ العظيم الذي يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قال: « يا عبادي إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي, فجعلتُهُ بينكم محرماً, فلا تظالموا, يا عبادي كُلُّكم ضالٌ إلا من هديته, فاسْتهْدُوني أهدكم, يا عبادي كُلُّكم جائعٌ إلا من أطعمتُهُ, فاسْتطْعمُوني, أُطْعِمكم, يا عبادي كُلُّكم عارٍ إلا من كسَوْتُهُ, فاسْتَكْسُوني أكْسُكُم, إنكم تُخطئون بالليلِ والنهار, وأنا أغفِرُ الذنوبَ جميعاً, فاستغفروني أغفرْ لكم, يا عبادي إنكم لن تبلُغُوا ضَرِّي فتضرُّوني, ولن تبلغوا نفْعي فتنفعوني, يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخِرَكم, وجِنَّكم, وإنْسَكُم كانوا على أتقى قلب رجل واحدٍ منكم, ما زاد ذلك في مُلكي شيئاً, لو أن أوَّلكم وآخِرَكم, وإنْسَكم وجِنَّكم, كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم, ما نقص ذلك من مُلكي شيئاً, يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركم, وإنْسَكم وجنَّكم, قاموا في صعيدٍ واحدٍ فَسَألوني, كلُّ واحدٍ منكم مسْألتهُ, فأعطيتهُ, ما نقص ذلك مما عندي؛ إلا كما ينقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدخلَ في البحر, يا عبادي إنما هي أعمالُكم أُحْصيها لكم , وأُوفِّيكم إياها يوم القيامة, فمن وجد خيراً فليحمدِ الله, ومن وجد غير ذلك, فلا يلومنَّ إلا نفسه ».
اللهم يا الله, يا كريم يا رحيم, نسألك اللهم بأسمائك الحسنى, وصفاتِك العلى, أن تغفر لنا وترحمنا, وأن توفقنا إلى التوبة النصوح, التي تجُبُّ ما قبلها من الآثام والخطايا, إنك سميع مجيب.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلِّها, وأجرنا من خِزْي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم اجعلنا من الذين إذا أحسنوا استبشروا, وإذا أساءُوا استغفروا. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك, وتحوُّل عافيتك, وفُجاءة نقمتك, وجميع سخطك. اللهم أصلحْ ذات بيننا, وألِّف بين قلوبنا, واهدنا سُبُلَ السلام, ونجِّنا من الظلمات إلى النور. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع هداك طالباً رضاك يا رب العالمين. اللهم صلِّ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله, إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.