· القرآن الكريم أعظم نعمة أنعم الله بها على المسلمين، حين اختارهم لهذا الكتاب، واختار الكتاب لهم.
· وهو آخر رسالة من الله لعباده, انقطع بعده الوحي، فلا وحيَ إلى قيام الساعة.
· ومن فضل الله أن جعله معْجزاً محفوظاً إلى آخر الدهر ، لا يجري عليه تبديل، ولا تغيير، ولا تحريف، كما قال تعالى : ) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (.
· لا يمكن أن يطرأ عليه شيء من العبث الذي طرأ على الكتب من قبله؛ حين تكفَّل الله تعالى بحفظه.
· والقرآن الكريم هو تحدٍ قائمٌ للبشرية إلى آخر الدهر، لا يستطيعون معارضته، أو الإتيان بمثله، أو حتى بسورة واحدة من مثل سوره.
· أيها المسلمون: لقد حوى القرآن علوماً ومعارف كثيرة كلها إعجاز وعظمة منها:
-العقيدة: صفات الله, أفعاله, عالم الغيب: الماضي, الحاضر, المستقبل.
-الكون: وما فيه من العوالم العظيمة, وما خلق الله فيه من العجائب والغرائب.
-الإنسان: وحقيقته, وكيف كانت النشأة الأولى, وصفاته, ورحلته إلى الآخرة.
-القصص: وما حوته من أخبار السابقين, والأنبياء مع أممهم.
-الترغيب، والترهيب, والوعظ, والإرشاد, والتحذير من الشر.
-سيرة الرسول الأعظم عليه السلام منذ بداية الدعوة وحتى الوفاة.
-فيه خطاب أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وإقامة الحجَّة عليهم.
-فيه خطاب للإنسان, لعنصر الإنسان من كلِّ الخلق , وفي كل زمان ومكان.
-فيه معجزات علمية، كشف عنها العلم الحديث في الفلك, والبحار, والطب ونحوها.
-فيه الأخلاق, بل هو دستور كامل للأخلاق التي لا يمكن أن تقوم حضارة إلا بها.
-فيه خبر الأعداء: الشيطان, الكفار, المنافقون.
-فيه الشريعة الخالدة التي وضعها الله لضبط حياة الناس, وإصلاحهم.
· أيها المسلمون : لقد حوى القرآن كلَّ معنىً من معاني الهدى, والفلاح والخير لمن آمن به واتبعه.
· ومع كلِّ هذه الخيرات فقد جعل الله لقارئـــه عظـــــــيم الأجـــــــــر والثواب، وفي الحديث : » اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه «.
· وفي الحديث أيضاً : » من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف «.
· وفي الحديث أيضاً : » من شغله القرآن وذكري عن مسألتي : أعطيته أفضل ما أُعطي السائلين «.
· وفي الحديث: » اقرأ ورتِّل كما كنت ترتِّل في الدنيا, فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها «.
· أيها المسلمون: للقرآن آداب لابد للقارئ أن يراعيها، منها: استشعار أنه كلام الله وخطابُهُ, والطهارة من الحدث, والسواك, واستقبال القبلة, وطهارة المكان, والتدبر, والاعتدال, وعدم رفع الصوت.
· أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ( .
^ ^ ^
· هل استشعر المسلمون النعمة بهذا الكتاب:
-هل استشعروا النعمة في حفظه دون تبديل، حين تولى الله تعالى ذلك ؟.
-هل استشعروا النعمة في اختصاصهم به دون غيرهم من الأمم؟
-هل استشعــروا النعمة في نهجه المعتدل دون إفراط أو تفريط
أو غلو ؟
-هل استشعروا النعمة في رحمته ورفعه للحرج حين جاء بالتيسير؟
-هل استشعروا النعمة في حسمه للخلاف، وتوحيد الأمة؟
-هل استشعروا النعمة في وضوحه وسلاسته حتى حفظه الصغار في الكُتَّاب؟
-هل استشعروا النعمة في كونه هو الحقَّ المطلقَ ، لا باطل فيه
ولا عوج؟
· إن قارئ القرآن لابد أن يستشعر النعمة العظيمة بهذا الكتاب.
· ثم لْنسْأل أنفسنا السؤال الكبير: لماذا لا يُؤثر فينا القرآن كما أثر في السلف؟