مقال شهر رمضان 1431هـ
بعد أربعة أعوام من انطلاق الموقع
الحمد لله ، بيده الخير ، وله الفضل والمنة ، والصلاة السلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد فقد تم للموقع أربع سنوات من عمره منذ افتتاحه في شعبان 1427هـ ، يعالج قضية التربية الإسلامية ، باعتبارها تخصصاً تربوياً مستقلاً ، فيتناول بالحديث والبحث والدراسة مجال الطفولة بأبعاده وجوانبه المتعددة ، كما يتناول مجال تربية الفتاة المسلمة ، بكل أبعاده المتنوعة ، صراعاته الفكرية المعاصرة ، في زمن اختلطت فيه المفاهيم ، وتداخلت فيه المصالح ، وتشعبت فيه القضايا ، إضافة إلى اهتمام الموقع بتربية الشباب ، حيث تناول - بعناية خاصة - بعض قضاياهم الفكرية ، ومشكلاتهم : الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية .
وأما تخصص التربية الإسلامية بصورة عامة ؛ فقد اعتنى به الموقع في قسمين منه ، الأول : عنايته بجوانب التربية الإسلامية المكونة للشخصية الإنسانية ؛ حيث تناول الجوانب العشر الأساسية للشخصية الإسلامية ، الشاملة لنوعي الإنسان : الذكر والأنثى دون تخصيص في الغالب .
وأما القسم الثاني : فهو خاص بالباحثين في مجالات التربية عموماً ، والتربية الإسلامية خصوصاً ، يجدون فيه بغيتهم من المصادر والمراجع العلمية : الأصلية والثانوية ، من : الكتب المنشورة ، والمجلات العلمية ، والمؤتمرات ، مرتبة حسب التخصصات والموضوعات ، ضمن أربعين تصنيفاً ، يسهِّل على الباحث الوصول إلى الموضوعات ذات الاهتمام ، مقرونة بمراجعها العلمية ، إضافة إلى اهتمام الموقع بالاستشارات التربوية ، مرتبة حسب أقسام الموقع ، والمحاضرات والخطب ، مرتبة حسب جوانب التربية الإسلامية .
والموقع في وضعه الحالي - بعد الإضافات الأخيرة - يحوي أكثر من ألف وخمسمائة عنوان في مجالات التربية الإسلامية المختلفة ، وقضاياها المتنوعة ، من إنتاجي العلمي ، سواء من المقالات أو الخطب المكتوبة والمسموعة ، أو الحاضرات العامة .
وقد لمست تفاعلاً طيباً من جمهور التربية الإسلامية في أنحاء العالم ، لا سيما من السعودية ومصر ؛ فإن معدل دخول الزوار اليومي إلى الموقع يقدر بمائة زائر تقريباً ، مع ما لمسته من إلحاح شديد في طلب مؤلفاتي التربوية ، التي قد لا تتاح بسهولة للمهتمين خارج السعودية ، مما دفعني إلى تشغيل خاصية التحميل المباشر لجميع المؤلفات المنشورة حالياً : السبعة والعشرين ، بحيث يمكن تحميلها مباشرة من الموقع .
ولم يكن فتح الموقع ضمن خطتي في عام 1427هـ ؛ لولا موقف غريب مؤلم دفعني إلى الاستعجال في تأسيسه ، ولعلي هنا أفصح عن هذا الموقف لورود المناسبة لذكره ، ففي عام 1426هـ - وهو العام الذي سبق افتتاح الموقع- أثير في المجتمع السعودي قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة ؛ حيث تناولتها الصحافة والمواقع الإلكترونية بالحديث والمناقشة ، فأحببت أن أسهم بالكتابة في الموضوع ، لا سيما وأني قد سبق أن نشرت فيه بحثاً علمياً ، خلصت فيه إلى منع المرأة من القيادة ، وحيث أن الصحافة الرسمية موصدة في وجوه القائلين بالمنع : رأيت نشرها في أحد المواقع الإسلامية المشهورة .
فأعددت ورقات موجزة متزنة في الموضوع ، مستخرجة من بحثي الذي سبق لي نشره ، ثم بعثت بها إلى موقع إسلامي مشهور لنشرها ، إلا أنها لم تنشر ، فكررت الطلب ، وتأكدت من وصولها إلى المشرف ، ومع ذلك لم تُجز للنشر ، في حين أنزل هذا الموقع في ذلك الوقت العديد من المقالات في ذات الموضوع ، تتضمن نفس الاتجاه الذي أتبناه في المقال ، فعلمت عندها أن سبب الإعراض عن نشر المقال لا يرجع إلى مضمونه ، وإنما يرجع إلى كاتب المقال ، فعرفت أني شخصية غير مرغوب فيها .
والعجيب أني معروف تماماً لمشرف الموقع ، وقد التقيت به قبل هذا الموقف بأشهر ، وكان معه مدير الموقع ، الذي بادرني ببطاقته التعريفية ، وصرح لي أن الموقع يرغب في تعاوني ، فأبديت له استعدادي ، ثم ما لبثوا طويلاً حتى بادروني بهذا الجفاء .
والناظر في مواد هذا الموقع الإسلامي المشهور لا يجد لي فيه مقالاً واحداً ، إلا مقابلة واحدة قصيرة ، أجراها معي أحد المحبين ، بل حتى اسمي لا يرد فيه إلا محشوراً ضمن بعض المقالات ، فعندها عزمت على تأسيس موقع خاص بي ، لا يشاركني فيه أحد أبداً ، لا بمقالة ولا باستشارة ولا بغيرهما من الموضوعات العلمية ، فتحملت وحدي مسئولية الموقع كاملة ، فكان قرار تأسيس الموقع غضبة ، أرجو أن تكون لله تعالى .
وها هو الموقع يخرج في ثوبه الجديد ، عبر إدارة جديدة ، بمزيد من الخدمات الشاملة للروابط العلمية ، والمحركات البحثية ، والإضافات المعرفية .
أسأل الله تعالى القبول والتوفيق لما يحبه ويرضاه