مقال شهر ربيع الأول 1430هـ
الفضائيات
في بيت الداعية المسلم
لا
تزال وسائل الإعلام المعاصرة بأنواعها
المختلفة تحمل المضامين المنحرفة،
والأفكار الهدامة، والبرامج الساقطة،
رغم ما تتضمنه بعض الرسائل الإعلامية من
إيجابيات ثقافية وعلمية وشرعية وإخبارية،
فالزمن لم يغير شيئاً من مضمون الرسالة
الإعلامية، وإنما الذي تغير – كما يظهر
– هو موقف بعض الدعاة من وسائل الإعلام،حين
مال كثير منهم إلى مهادنتها، والتعامل
معها بأسلوب الانتقاء بدلاً من أسلوب الإقصاء
، وعلى الرغم من وجاهة هذا الرأي إلا أنه
يبقى لمنهج الانتقاء صعوبته على الداعية
نفسه فضلاً عن أولاده وزوجته ؛ إذ إن بعض
الفضائيات تعرض مناظر ساقطة، ومواقف في
غاية الفحش ، لا تحتاج إلى وقت طويل، أو
زمن ممتد لنـزع الأخلاق من أساسها، ومن
المعلوم أن النظر هو أوسع الأبواب إلى القلب
، إضافة إلى كثير من الأطروحات الفكرية
التي تزعزع الثوابت العقدية ، ومن المعلوم
أن وسائل الإعلام المختلفة أداة من أدوات
الغزو الفكري الذي أجمع علماء الأمة ودعاتها
على التحذير منه .
وفيما يلي استعراض الجوانب الإيجابية والسلبية
للفضائيات في بيت الداعية المسلم:
أولاً: آثار
الفضائيات على شخصية الداعية:
- الآثار
الإيجابية على شخصية الداعية:
- الإطلاع
على الواقع السياسي والاجتماعي المحلي
والعالمي.
- ظهور الداعية
أمام المجتمع بشخصية منفتحة غير مغلقة.
- مشاركة
الناس في حديثهم العام.
- القدرة
على توجيه وإدارة أحاديث المجالس.
- الوقوف
على حجم الانحرافات الإعلامية وتجاوزاتها
الأخلاقية.
- التعرف
على مختلف القنوات الفضائية وأنواع توجهاتها
الفكرية.
- الإطلاع
على بعض التقارير والمقابلات الإعلامية
الجيدة.
- التعرف
على بعض الشخصيات العالمية والاستماع إلى
حديثها.
- المشاركة
الإيجابية بالرأي عن طريق الاتصال المباشر
أو المراسلة.
- الحصول
على شيء من المعلومات الشرعية الجديدة
من بعض البرامج الدينية.
- كف الزوجة
والأولاد عن المطالبة بالقنوات الفضائية.
- الآثار
السلبية على شخصية الداعية :
- التعرض
للمعصية والفتنة بالنظر والاستماع للمنوعات
الشرعية.
- الوقوع
في خطوات الشيطان بالاستدراج نحو القنوات
الفضائية الساقطة.
- فقدان قدر
من الروحانية التي كان يتمتع بها الداعية.
- التعلق
بالصور الجميلة والمعازف والأصوات المطربة.
- الافتتان
ببعض الفتاوى الشرعية في إباحة بعض المحظورات
الأخلاقية والسلوكية.
- الانشغال
عن الأمور المهمة بمتابعة الجديد في القنوات
الفضائية.
- فقدان التميز
السلوكي عن الأشخاص غير المتدينين.
- فقدان حاسة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه
ما تعرضه الفضائيات.
ثانياً:
آثار الفضائيات على أسرة الداعية:
- الآثار
الإيجابية على أسرة الداعية:
- عدم الشعور
بالحرمان من المتعة الإعلامية.
- مشاركة
أفراد أسرة الداعية في حديث المجتمع العام.
- الوقوف
على أخبار العالم من حولهم ومجريات الأحداث.
- عدم ظهور
أبناء الداعية باللهفة على أجهزة الآخرين
الإعلامية.
- عدم ظهور
أسرة الداعية بالشذوذ الاجتماعي.
- التعرف
على بعض الدعاة الإسلاميين والاستماع إلى
حديثهم.
- الوقوف
على بعض المسائل العلمية والشرعية.
- كف الأطفال
عن الحركة المزعجة.
- الآثار السلبية على أسرة الداعية:
- تعريض أفراد
الأسرة للمعصية والفتنة بالنظر والاستماع
للمنوعات الشرعية.
- إطلاع أفراد
الأسرة من الكبار والصغار على ما لا يصح
الإطلاع عليه من السلوكيات غير الأخلاقية.
- صعوبة التوفيق
بين المتناقضات فيما يقوله الداعية ويدعو
إليه وبين ما يعرّض له أسرته من منكرات
بعض البرامج الإعلامية.
- التعارض
الشديد بين القيم الأسرية والمدرسية وبين
كثير من القيم التي تتضمنها الرسالة الإعلامية.
- عدم تميز
أسرة الداعية بالضوابط الشرعية في المجتمع
وبين الأقارب.
- إهمال أداء
الصلاة وتأخيرها عن مواعيدها.
- التطلع
إلى زهرة الحياة الدنيا وزينتها ومباهجها.
- استحواذ
الفضائيات على جو الأسرة الاجتماعي بما
يفقدهم التواصل فيما بينهم.
- التعرض
إلى مزيد من الإنفاق والاستهلاك المالي
من خلال التعرض للدعاية والإعلان التجاري.
- إهمال الدروس
والواجبات المدرسة.
- السهر المفرط
إلى ساعات متأخرة من الليل.
- الخمول
الجسمي والآثار السلبية على الصحة العامة
من جراء التعرض المستمر للإشعاع التلفزيوني
، والمكوث الطويل دون حركة.
- حصول الإدمان
عند بعض الأطفال على الفضائيات.
- الإثارة
أفراد الأسرة نحو وسائل الإعلام الأخرى
كالسينما والإنترنت ونحوهما.
وفيما
يلي نصائح عامة للداعية المسلم حول استخدام الفضائيات
في المنزل:
- المحافظة
على الدين بعدم التعرض للمؤثرات السلبية
للفضائيات ولو أدَّى ذلك إلى عدم امتلاكها
من أصل الأمر.
- الاستغناء
بالبدائل المشروعة والأكثر أماناً كالفيديو
، والقنوات الإسلامية المنضبطة ، ومواقع
الإنترنت الهادفة ، وشيء من برامج الحاسب
المفيدة والمسلية.
- التذكير
الدائم بالله تعالى، وربط الأسرة به سبحانه،
وإحياء المراقبة الربانية في النفوس بما
يكفل إحياء الضبط الداخلي تجاه آثار الفضائيات
السلبية.
- الإكثار
من البرامج الإيمانية والروحية لمقاومة
آثار الفضائيات السلبية على الداعية وأسرته.
- عدم الملل
من وضع ومتابعة الضوابط الشرعية في اختيار
ومشاهدة البرامج على القنوات الفضائية.
- التأكيد
على أهمية دور القدوة الحسنة في سلوك الداعية
أمام وسائل الإعلام المختلفة، وضبطه لنفسه،
وتقيده في سلوكه بالشرع.
- إظهار الداعية
للتذمر أمام أسرته من البرامج الفضائية
الممنوعة، وعدم المشاركة في مشاهدتها.
- تقنين وضبط
زمن المشاهدة، السعي في التقليل منه بالتدريج.
- توجيه الأسرة
والأبناء نحو البرامج الإعلامية الجيدة.
- مناقشة
الأبناء في البرامج التي يشاهدونها ونقدها
في ضوء الضوابط الشرعة.
إن
من الضروري أن يتذكر الداعية أنه مسئول
عنه نفسه وعن أسرته، وهو مكلف شرعاً برعايتها
والمحافظة عليها مما يضرها في دينها ودنياها،
وما يعانيه الداعية في هذا الميدان وفي
غيره زمن الغربة إنما هو من الجهاد الذي
كلفنا الله تعالى القيام به، فإن القابض
على دينه كالقابض على الجمر في هذا الزمن،
وأجره إن شاء الله أجر خمسين من أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم، فلابد أن تكون هذه
الصورة ماثلة في ذهن الداعية، يحتسب الأجر
من الله تعالى، ولا يمل من الصبر والمصابرة
.