لما كانت الحياة الزوجية علاقة بين شخصين ، لكل منهما خلفيته الثقافية والاجتماعية ، وطبيعتـه المزاجية ، وطريقته في النظر والتفكير : كان لابد من وقوع الخلاف في وجهات النظر ، والتباين في إدراك الأمور، مما قد يؤدي ـ في بعض الأحيان ـ إلى شـيء من التوترات العائلية ، والمنازعات الزوجية ، لا سيما في حالات تعدد الزوجات ، وما لم يكن الرجل قد وطنّ نفسه على الصبر ، وأخذ الأمور بالروية ، وعدم العجلة : فإن الخلاف اليـسير يمكن أن يؤدي إلى أزمة أسرية ، وفي الجانب الآخر فإن الخلاف الكبير إذا صاحبه نظر صحيح ، وشـيء من التأني : يمكن أن ينتهي بسهولة ؛ لذا فإن حدة الأزمات الزوجية تعود إلى أسلوب التناول والمعالجة ، أكثر من عودتها إلى نوع الأزمة وشدتها .
ولقد تكشفت بعض بيوت بعد انهيارها عن مآسي ومخازي يصعب تصديقها , حتى إن أصحابها المتعاركين لم يتركوا بينهم ساحة للتفاهم , فضلا عن أن يتركوا بابا للإصلاح , وضمن هذا الوضع المحزن يجدر توجيه الرجال إلى أحسن الخصال في التعامل مع الأزمات الزوجية ، لاسيما عند تعدد الزوجات ومنها :
1ـ العمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله ) , وهذا شامل لكل صور الإحسـان للزوجة ، والصبر على ما قد يصدر عنها .
2 ـ الحصول على دورات تأهيلية قبل الزواج وبعده 0
3 ـ التعامل مع أخطاء الزوجة بهدوء وتلطّف وروية 0
4 ـ مساعدة الزوجة على صلة رحمها ، وعدم التشدد معها في ذلك .
5 ـ الإحسـان إلى أقارب الزوجة ، ولا سيما والديها بالصلة والتلطّف ، وعدم معاملتهم بالمثل عند الإساءة 0
6ـ التأكيد على حقوق الزوجة الخاصة ، والإيجابية والإخلاص لها في أدائها ، والحذر من أسباب الحرمان العاطفي.
7ـ ضبط الحقوق المالية بين الزوجين ، وتوثيقها بالكتابة والشهود ، والمسارعة في أدائها دون مماطلة 0
8ـ تجنّب التعسّف في استعمال الزوج لحقه الشرعي ، بما يضرّ الزوجة ويؤذيها، في نفسها أو أهلها 0
9ـ الحذر من هجران البيت مهما كانت الأسباب .
10ـ التدرج في إصلاح الزوجة ابتداء بالوعظ الرقيق فالأشد ، ثم الهجر في البيت إن احتاج الأمر, وتجنّب العنف معها قدر المستطاع ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخدمه قطّ مع امرأة .
11 ـ الحذر من تهديد الزوجة بالتعدد , كأسلوب من أساليب تأديبها .
12ـ ضبط سلوك الغيرة على الزوجة ضمن الحدود الشرعية , وتجنّب الشكوك والتجسس والتخوّن .
13 ـ عدم الإقدام على التعدد إلا بعد توطين النفس على الصبر ، وتحمّل أعباءه الشـرعية والنفسية والاجتماعية والمالية .
14 ـ عدم الانفراد بقرار الزواج قبل الرجوع إلى أهل الخبرة والعلم والنصح .
15 ـ تهيئة الزوجة الأولى بالأساليب التربوية ، وفي الوقت المناسب لتقبّل قرار الزوج بالتعدد .
16 ـ الدقة في اختيار الزوجة الثانية ، ضمن أوصاف المرأة الصالحة ، من النساء المعروفات في الوسط الدعوي .
17ـ الأخذ في الاعتبار أن إمساك الزوجة لا بد أن يكون بالمعروف ، كما أن مفارقتها لابد أن تتم بإحسان ، مهما بدر منها أو من أوليائها .
18 ـ الدفع بالتي هي أحسن في حالات الشقاق الشديدة , وإنهاء الأزمات بالتنازل عن بعض الحقوق بعيدا عن المحاكم.
19 ـ الرجوع إلى أهل الخبرة والنصح لحل المشكلات الأسرية ، وعند اتخاذ قرار الطلاق .
20 ـ اليقين بأن من النذالة وضعف المروءة ألا يعطي الرجل الواجب الذي عليه إلا بسيف السلطان .
21_ ترك فرصة – ولو يسيرة – للإصلاح ، وعودة الحياة الزوجية إلى طبيعتها ، ولو كان ذلك بعد البينونة الكبرى ، ضمن الضوابط الشرعية .
22_ أهمية تذكّر الرجل المتدين أن سلوكه المشين في تعامله مع زوجته سوف يبقى وصمة عار عليه وعلى ما يدعو إليه .
23 _ اليقين بأن الله مطلع عليه وعلى تصرفاته ، وهو – سبحانه- أقدر على الظالم ، منه على المظلوم 0
هذا والحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0