مقال شهر صفر 1436هـ
معايير الجودة الشاملة في المدرسة الإسلامية
في ضوء مقاصد الشريعة
يكثر الحديث عن الجودة في الأوساط الحيوية، بقصد بلوغ الكمال- قدر المستطاع- بتحقيق الأهداف المرجوة في أداء الخدمة، ودقة العمل، وسلامة المنتج، وإن خير قطاع يستحق بذل الجهود، وإنفاق الأموال، وتقديم الأوقات، بهدف بلوغ درجات عالية على مقاييس الجودة هو الميدان التعليمي، لاسيما ما يتعلق بتعليم الدين، فيما لا يعذر المسلم بجهله، من أصول العقائد، وأداء العبادات، وسلامة المعاملات، وما يلحق بذلك من علوم الآلة، وما يحتاجه المسلمون لقيام العمارة وازدهار الحياة، من أنواع فروض الكفايات، على اختلاف أنواعها، وتعدد مجالاتها، وهذا يتطلَّب بالضرورة اعتماد نهج الجودة في أعلى معاييرها، لتقود مشروع الأمة الإسلامية الحضاري، وتبلغ بها موقع القيادة والريادة.
ومن هنا كان من الضروري الاجتهاد في وضع مقترح لهيكل شامل لمعايير الجودة في المدرسة الإسلامية، يُستقى من المقاصد الخمسة للشريعة الإسلامية، التي جاء الدين لحفظها ورعايتها، والتي تدور حولها الأحكام والتشريعات المختلفة، وفي ضوئها تُقوَّم المدارس، ضمن مقاييس أخرى تبنى في ضوء هذه الهيكلة، وذلك على النحو الآتي:
القسم الأول
المعايير العامة للجودة في المدرسة الإسلامية
القسم الثاني
المعايير الخاصة للجودة في المدرسة الإسلامية
أولاً: التربية الإيمانية والروحية (مقصد حفظ الدين) :
10.إتقان أداء الشعائر التعبدية ودوام ممارستها.
11. السلوك وفق مقتضى الإيمان.
ثانياً: التربية الصحية (مقصد حفظ النفس) :
1. الصحة الجسمية:
2. الصحة النفسية:
3. الصحة الجنسية:
ثالثاً: التربية العقلية والفكرية (مقصد حفظ العقل) :
10. القناعة باختلاف إمكانات وقدرات الطلاب العقلية وتنوعها.
11. مراعاة طبيعة اهتمامات الإناث العلمية وحاجاتهن التعليمية والإدارية.
12. توفير مصادر المعرفة بأنواعها ومختلف وسائلها المتعددة والتدريب على استخدامها.
13. اعتماد برنامج مستمر لتقويم المناهج ومراجعتها والعمل على تطويرها.
14.التوسع في أساليب تقويم الطلبة وعدم الاقتصار على اختبارات الحفظ والتذكر فقط.
15.توفير المعامل الفنية وتجهيزاتها اللازمة للتطبيقات العملية المصاحبة للمنهج العلمي.
16.تهيئة المناخ المناسب لاكتشاف الموهوبين وتنمية اتجاهاتهم الإبداعية.
17.إتاحة الفرصة العملية للطلبة للقيام بإنجاز مشروعاتهم العلمية الخاصة وممارسة مواهبهم ضمن مرافق المدرسة.
18.توفير مكتبة مدرسية لمختلف مصادر المعرفة المناسبة للطلبة حسب المرحلة التعليمية.
19.التدريب العالي على استخدامات الحاسب الآلي في البناء المعرفي.
20.توفير وحدة بحوث صغيرة لجمع البيانات وتحليلها لعمل الأبحاث الميدانية العاجلة وحل المشكلات.
رابعاً: التربية الأخلاقية والاجتماعية (مقصد حفظ النسل) :
10. القيام بأنشطة اجتماعية غير صفية لرفع درجة التآخي بين المعلمين والإداريين والطلبة.
11. التدريب على أساليب العمل الجماعي الهادف.
12. تفعيل برامج وأنشطة التعاون مع جميع مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية والخيرية.
13. تفعيل برامج خدمة المجتمع والمشاركة في الأنشطة الخدمية العامة.
14.تفعيل آلية التواصل الإعلامي بما يحقق أهداف المدرسة ويدعم إنجازاتها.
15.اعتبار: الشكوى، والغياب، والإهمال، والكراهية، مؤشرات مقلقة لابد من حلها.
16.احترام الأنظمة واللوائح المعتمدة والعمل على تحسينها وتطويرها للتحقيق الأمثل للمصالح العامة.
17.توفير ساحات اجتماعية لممارسة وتطبيق الأخلاق والمبادئ النظرية في سلوك عملي.
18.احترام المدرسة لمبدأ الشورى والعمل بأسلوب الحوار.
19.مراعاة الطلبة المعاقين بزيادة الاهتمام والعناية بما يعينهم على التغلب على مشكلاتهم وتحقيق أهدافهم.
20. اعتماد نهج معتدل لإصلاح الخلق وتعديل السلوك.
خامساً: التربية الاقتصادية والإدارية (مقصد حفظ المال) :
10. اختيار المعلمين وفق معايير الكفايات المهنية والالتزامات الدينية والأخلاقية.
11. وضع خطة طويلة الأمد للتنمية المستدامة.
12.العمل على احترام قيمة الترشيد الاستهلاكي في جميع تعاملات المدرسة وأنشطتها.
13. بناء الهيكل الإداري والتوصيف الوظيفي وسلم الرواتب وفق طبيعة المدرسة وإمكاناتها.
14. فرض برامج تدريبية وتأهيلية لتطوير أداء المعلمين وتحسين العملية التربوية.
15.بذل ثمن المثل المجزي للمعلمين والعاملين في المدرسة بما يحقق ولاءهم الكامل.
16.تبني آلية قياس للتقويم المستمر لمدخلات العملية التعليمية ومخرجاتها.
17.اعتماد نظام شامل لجميع قواعد البيانات والأرشفة لكل عناصر المدرسة وأنشطتها.
18.إحكام أعمال الصيانة والتجديد بصورة مستمرة.
19.بناء وحدة إدارية تربوية للتحقيق والمتابعة.
إن مشروع الأمة الحضاري المرتقب يستند بالدرجة الأولى– بعد عون الله تعالى- على الأداء المجوَّد للمؤسسات التعليمية، وما تقدمه من جهود تربوية في بناء الإنسان المؤمن، بناء شاملاً لكل جوانب شخصيته، لينمو نمواً متكاملاً ومتوازناً، مكتسباً في ذلك مهارة الجمع بكفاءة بين مصالح الدنيا ومصالح الآخرة، وفق نهج إلهي معتدل، وصبغة ربانية فريدة، وما لم تعتمد مؤسسات التعليم – لاسيما المدرسة- هذا النهج الرباني المحكم في التأسيس للنهضة الشاملة: فإن دوائر التيه الحضاري هو مصير الأمة التي تفقد هويتها.