ابنتي خلوقة! | |
الاسم: أمها الدولة: لبنان |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وجزاكم الله خيراً على اتاحة الفرصة للاستشارة مشكلتي باختصار أن ابنتي خلوقة! نعم لقد باتت الأخلاق والرقي في عالمنا البغيض ضرباً من الهبل والسذاجة. علّمت ابنتي الأخلاق والاحترام وتقدير الناس صغيرهم قبل كبيرهم وكنت أنهرها كلما استغابت أو قامت بفعلٍ أو قول لا يرتضيه الدين والآن تواجه مشاكل حقيقية مع زميلاتها في المدرسة. هي في عمر المراهقة والبنات معها في الفصل سفيهات أحياناً ويسخرن منها لأنها لا ترد الصاع صاعين فهذا ديدن اللواتي يردن اثبات شخصيتهن على حساب الغير.. يخترن الحلقة الأضعف التي لا تنزل لمستواهنّ في الأخلاق الوضيعة ثم يتكلمن معها بطريقة فيها من السخرية والسفاهة الكثير. الآن وبعد أن بلغت الرابعة عشر أردت تغيير ابنتي لتواكب العصر البغيض.. وطلبت منها أن لا تستعمل أخلاقها العالية مع من هم مثل هؤلاء ولكنها بكت وقالت أنها لا تستطيع أن ترد عليهن لأنها لا تعرف! طلبت منها أن تتكيّف في المجتمع دون الذوبان فيه وأن تعامل هؤلاء بما يليق بهنّ حتى يرتدعن ولكنها لا تستطيع! ابنتي ليست عديمة الشخصية بل على العكس تماما هي قوية وحين تكون في مجلس ما تناقش وتبدي الرأي ولديها سعة أفق مع أنها عانت من وضع عائلي غير سوي إثر خلعي لأبيها مذ كانت في الخامسة من العمر. أشعر بغصة كبيرة إذ أوجهها الآن على تغيير مبادئها وعدم استطاعتها أصلا أن تقوم بما أطلب منها لأنها لم تعتد عليه. ماذا أفعل؟ وماذا تفعل؟ وكيف السبيل الى ايقاف من مثل هؤلاء فبقاء الوضع على ما هو عليه قد يحطم ابنتي! ويحطمني معها! أختكم |
رد المشرف |
بسم الله أعرف ما تعاني منه في زمن الغربة ، فهذا عصر القبض على الدين كالقبض على الجمر ، وأهل الأخلاق أكثر الناس معاناة في الجو الاجتماعي العام. الذي أنصح به أن لا تغيري من أخلاق ابنتك ، وإنما علميها كيف تصبر على أذى الناس ، دون أن يؤثر ذلك عليها ، أو يضعفها ، وهذا المقام الأمثل الذي نصح به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مخالطة الناس والصبر على أذاهم ، مع الاحتساب ، والعلم اليقين أن الثابت على المبادئ ، المترفع عن السفاسف ، الذي لا يرد على السفهاء إلا بالتي هي أحسن : أكثر تأثيرا فيهم ، وهو في الحقيقة أعظم ردا حين يترفع عن الرد الساقط ،ولكن هذا يحتاج إلى تدريب ، واحتساب والله المستعان 0 |