21- الترويح الذهني للفتاة
والمقصود بهذا النوع من الترويح هو: تنويع النشاط العقلي بتجديد أسلوبه، أو مادته ضمن ما يكون نافعاً ومفيداً من المعارف والأساليب العلمية المختلفة، إلا أن الواقع الاجتماعي غالباً ما يتوجَّه في جانب الترويح الذهني إلى الألعاب الجماعية التنافسية : كالألعاب التي يدخلها النرد " الزهر "، أو لعبة الشطرنج الأعجمية المشهـورة، أو لعبة الدومينو، أو ألعاب الورق المختلفة " الكوتشينة "، أو ألعاب الكمبيوتر المتنوعة الحديثة , فمع أن هذه الألعاب – كما هو المفروض – تخضع لقواعد الشرع العامة من الحظر والإباحة، حيث إن منها ما هو ممنوع بالإجماع من خلال نصوص شرعية ثابتة كالنرد، الذي قاس عليه العلماء بعض الألعاب الأخـــرى، كلعبة الــورق، والدومينــو لما فيها من الغفلـــة عن ذكر الله، ومنهــا ما هو ممنــــوع عند جمهور الأمة كالشطرنج، بل قيل إنه محرم بالإجماع،ومنها ما يكون بين الحل والحرمة: فإن بعض الألعاب – وإن كانت مباحة في أصلها – فإنها قد تُوقع أصحابها في محظورات شرعية، من خلال: أسلوب ممارستها، ووقتها المستهلَك، وهدفها التربوي، فقد تجرُّهم إلى التنافس البغيض، والتحاسد المشؤوم، وهدر الأوقات، وإهمال الفروض، وربما إلى تعاطي القمار , وهذه الممارسات الممنوعة تنقل اللعبة – وإن كانت في الأصل مباحة – إلى درجة الكراهة الشديدة، أو التحريم.
ولعل أقلَّ ما يمكن أن يُقال للمُستغرق في مثل هذه الألعاب، المنهمك في تعاطيها: أنها دليل على التأخر الحضاري، والبطالة الاجتماعية، ونضوب مادة الحديث الشيِّق الذي يُغني عن مثل هذه التسالي المفرطة، وفي هذا يقول بعض المتقدمين : "ولقباحة العطلة، ونفور العقل عنها : اشتغل الفُرَّاغ بلعب الشطرنج والنرد على سخافتهما، وأخذهما من العمر، وذهابهما بالزمان في غير طائل "، إضافة إلى ما يحمله هذا الاستغراق اللاهي من علامات دالة على صراعات نفسية، ومشاعر منهزمة مفتقرة إلى النجاح والإنجاز.