على الرغم من التوسع الكبير في تشغيل النساء ، والتحوُّل الذي طرأ على أوضاعهن الاجتماعية والسياسية ، والسعي الحثيث للتمكين لهن ؛ فإن الحياة العامة لا تزال تُدار بالرجال ، وما زال النصيب الأكبر من المآسي الاقتصادية والاضطهاد تنوء بها المرأة، إضافة إلى العنت الذي تلقاه المرأة العاملة في العالم الثالث ، من بـخس الحقوق ، والتهميش ، والإهمال ، على نهج ما لاقت المرأة الغربية العاملة – في القديم والحديث - من العنت في الدول الصناعية .
وأقبح من هذا عودة جريمة الوأد الجاهلية إلى مجتمع الألفية الثالثة، بصورتيه الخفية والجليَّة، المعبِّرة بجلاء عن رفض مبدأ إعطاء حقِّ الحياة للأنثى؛ فأما الوأد الخفي فيتم من خلال قتل الأجنَّة الأنثوية في الأرحام قبل تخلُّقها، والسعي العلمي الحثيث للتحكُّم تقنياً في نوع المولود، من خلال فصل النطف المذكرة عن المؤنثة؛ رغبة في الحصول على الذكور، تحت ضغط بعض الدول كثيرة السكان لتحديد النسل .
وأما الوأد الجلي فيتم من خلال القتل المتعمد للأجنة الأنثوية بعد تخلُّقها، من خلال الإجهاض، أو قتل المولودة الأنثى عنوة بصورة مباشرة بعد ولادتها، وهذه الصورة المفزعة تحصل في قارة آسيا وحدها بعشرات الملايين سنوياً، مما ينذر بخطر اضطراب التركيبة السكانية، واختلال الاتزان بين نسب أعداد الذكور والإناث، الذي بدت بوادره الاجتماعية والأخلاقية الخطرة تظهر في الصين والهند، اللتين تكثر فيهما هذه الجرائم البشعة.