5ـ تأثير الشيطان في نفس الإنسان

إن للشيطان تأثيراً خاصاً في بني آدم ابتداء من الوسوسة، وانتهاء بالصَّرع، وبين ذلك من مراتب الغواية والإضلال، والتشويش ما هو ثابت معروف عند أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى حاكياً عن إبليس : { قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } [الحجر:40]، وفي الحديث قال رسول الله e : (( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه … )) ، حتى إنه يشارك السَّاحر في الإضرار بالمسْحور، ويشارك العائن في الإضرار بالمعين، وفي الحديث : (( العين حق يحضر بها الشيطان وحسد ابن آدم )) .

إن كثيراً من الأمراض العضوية والنفسية التي يحار فيها الطب تعود إلى مكائد الشيطان، وتسلُّطه على بعض الناس، فلا يكون الفكاك منها إلا بالرقى والتعاويذ الشرعية، ويكون التحصُّن منها ابتداءً بالذكر، وقراءة القرآن، ودوام اتباع السنة، والاستقامة على الهدى، فلا بد أن يكون للمسلم - مع استقامته - نصيب من الذكر، والأوراد اليومية، يعتادها، ويداوم عليها، فإن أصابه شيء في نفسه، أو في بدنه مما يُظنُّ أنه روح خبيث : فإن في الرقى والتعاويذ الشرعية الصحيحة شفاء بإذن الله تعالى، ورخصة ثابتة من الشارع الحكيم، وقد كان رسول الله e يوجِّه السيدة عائشة رضي الله عنها إلى الاستعاذة والتحصُّن بالأذكار خاصة عند الليل.