الدافع الجنسي من الدوافع الأولية الملحة للإشباع، كالحاجة إلى الطعام، والشراب، والنوم، وما أن تبلغ الفتاة سن الشباب حتى يزداد هذا الدافع إلحاحاً بسبب نشاط الغدد الجنسية، وإفرازاتها الهرمونية، فيصبح التفكير في الزواج، وتكوين العائلة شغلاً شاغلاً للفتاة، فإذا بالوضع الاجتماعي -بكل متغيراته المختلفة والمتنوعة- يقف حائلاً دون إشباع هذه الحاجة الفطرية الملحة عندها، مما ينتج عنه جمع من الاضطرابات النفسية والمزاجية والسلوكية المزعجة، التي يُعذِّبها هذا الكبت المفرط للطاقة الجنسية المتنامية، وقد أسفر كثير من الدراسات النفسية عن سلامة المتزوجين -بصورة عامة- من الأمراض النفسية التي يتلبَّس بها كثير من العزَّاب، فقد أشارت إحدى الدراسات العربية إلى أن غالب المنتحرين من فئة الشباب الأعزب، وتشكِّل نسبة الفتيات دون سن العشرين من غير المتزوجات 75% من المنتحرات، مما يدل على الدور النفسي المهم الذي يقدمه الزواج لأصحابه، فلن يكون الحل الجذري لهذه المشكلات النفسية الجنسية -بعد التربية الإيمانية- سوى المسارعة في تزويج الفتيات في سن مبكرة، وتهيئة السبل الاجتماعية والاقتصادية الكفيلة بتحقيق أسباب السعادة الزوجية، والاستقرار الأسري الذي يحفظ للأسرة الفتيَّة بقاءها، واستمرارها دون انهيار.