إن الأذكياء من أصحاب المواهب الخاصة يسلكون في الحياة على غير نمط الآخرين، فيلقون في العادة شيئاً من العنت؛ لهذا فإن الفتاة المتفوقة لفرط حاجتها للانتماء الاجتماعي، والمحافظة على شعورها الأنثوي: قد تضحِّي بنجاحها؛ وذلك لإحساسها "بأن النجاح الأكاديمي قد يصاحبه شكل من أشكال الرفض الاجتماعي، أو فقدان الأنوثة"، فإن البعض يعتقد أن التفوق العلمي يضعف عند المرأة أنوثتها، ويقلل من رغبتها الجنسية، وقد دلَّت بعض البحوث على: أن زيادة التعليم عند الإناث تتبعها بالتالي زيادة في البرود الجنسي، وانخفاض في مستوى الخصوبة، وأن المشتغلات بالمهن الفكرية يعانين عادة من عقدة الذكورة؛ لأن الانشغال الفكري بمهن الرجال العلمية يمتصُّ عصارة حياتهن العاطفية، بحيث تخبت في كيانهن طباع الأنوثة، وتبرز في سلوكهن بعض سمات الرجولة، فالمرأة إذا انشغلت ذهنياً: ضعفت جنسياً، فلعل هذا يُعدُّ من الأسباب الرئيسة المؤثرة في انخفاض إنتاج الإناث العلمي.
وعلى الرغم من مشاركة المرأة للرجل في شيء من مجالات الإبداع في هذا العصر، بعد أن كانت غالب مجالاته حكراً على الرجل، ومع ذلك فإن أعظم مجال على الإطلاق لإبداع المرأة هو دورها في الإنجاب وصناعة الإنسان، فهو المجال الذي لا يستطيع الرجل -مهما حاول- أن ينافسها فيه، ومهما يُقال عن تفوق المرأة وإبداعها في المجالات التي كانت حكراً على الرجل: فإن إخفاقها في كثير من المجالات لا يزال يلازمها؛ فما يُقال -مثلاً- عن تفوق المرأة في الأقضية المدنية والأحوال الشخصية ونحوها، فإنها تخفق بطبيعة جنسها في الأقضية الجنائية، وهكذا يصعب عليها التواتر في جميع مجالات التفوق.