تميل الإناث بطبعهن نحو القراءة في علم النفس؛ لاهتمامهن بتربية النشء ورعايته, خاصة وأنهن يتولَّين عادة التعليم في المرحلة الابتدائية وما قبلها في كثير من البلاد, وقد أظهرت بعض الدراسات الميدانية ميلهن إلى التخصص في علم النفس, واستمتاعهن به أكثر من الذكور, لهذا زاد عدد المتخصصات من حاملات الدكتوراه في هذا الميدان إلى (50%) في الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى عدد قريب من هذا في بريطانيا, إلا أن إنتاجهن العلمي المتفوق في هذا المجال يكاد يكون معدوماً, ولم يُذكر من بين رجال التربية وعلماء النفس على المستوى العالمي سوى امرأتين كان لهما تفوق في مجال التعليم ورعاية الطفولة، وربما وصل عددهن -كأقصى تقدير- إلى خمس، بنسبة (4%) فقط، وبعض المراجع العلمية الحديثة لا تذكر منهن واحدة من بين المشاهير في مجال التربية، إضافة إلى أن تفوق بعضهن في علم النفس كان امتداداً لأبحاث سيجمند فرويد, ولم يأت تفوقهن مستقلاً عن غيرهن من الرجال, رغم أن مجمل إنتاجهن الحديث في التربية في بعض الجامعات يصل قريباً جداً من إنتاج الذكور, ومع ذلك لا يذكرن بين علماء التربية, ولعل السبب يرجع إلى كون جهودهن في الغالب ميدانية داخل أسرهن ومدارسهن، والإبداع الفكري المتفوق في هذا المجال كالإبداع في غيره من المجالات يحتاج إلى المران، والدربة، والتفرغ الذهني, وسعة الوقت التي لا تتوافر عادة لغالب النساء.
وأما في مجال علم الاجتماع، والتأليف فيه، والتبحُّر في علومه وفروعه، فإن الصورة -مرَّة أخرى- ليست في صالح المرأة حين تُقابل بالرجال, فما زالت التقارير الحديثة في أمريكا وبريطانيا تشير إلى تخلُّف النساء في ميداني التأليف والتدريس في هذا المجال، ففي موسوعة لعلماء الاجتماع في القديم والحديث لم تتسع لأكثر من امرأتين، بنسبة (2.5%) فقط.
ومع أن العلوم التربوية تُعتبر من ألصق العلوم بالمرأة واهتماماتها، إلا أن مسألة التأليف والابتكار والإبداع الفكري تبقى -في غالبها- للرجال.