يشير القرآن الكريم إلى أن النساء محل للنسيان في قول الله تعالى: {... وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلًيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى...} [البقرة:282]، وذلك يرجع إلى بعد النساء عادة عن ميادين الكدِّ والكسب، ومعاناة الأسواق والتجارات التي يقوم بها الرجال عادة مما لا يناسب المرأة ووظيفتها؛ لهذا حُصرت شهاداتهن في الأموال عند الحاجة، وفيما لا يطَّلع عليه غيرهن من القضايا الخاصة بالنساء، ولا يرجع هذا النسيان عندهن - في الحقيقة- إلى ضعف القدرة العقلية، أو قصور الناحية الذهنية، فإن تفوق قدراتهن على الحفظ معلوم، وضبطهن لمحفوظاتهن لا يُنكر، حتى إن المحدثين لم يسجِّلوا حالة اختلاط في الحفظ عند المحدثات من النساء عبر التاريخ الإسلامي إلا على امرأة واحدة فقط؛ بل إن بعض السلف كان يقدم مرويات النساء على مرويات الرجال مطلقاً في حالة التعارض؛ لكونهن أضبط وأحكم فيما ينْقلْنه من الأخبار النبوية.
ولعل الضابط في الفروق بينهما يرجع إلى الممارسة والدربة أكثر مما يرجع إلى الجنس، فبمقدار ممارسة الشخص للحفظ -أياً كان ذكراً أو أنثى- تزيد قدرته على الحفظ والتذكر، إلا أن بعض الباحثين أشار إلى حصول شيء من الضعف في التذكر والتركيز عند المرأة تصاحبها فترة الحمل وما بعدها بقليل.