15ـ العلاقة بين دعوى تحرير المرأة وتجهيلها

يربط بعضهم بين تحرير المرأة على الطريقة الغربية وبين الحصول على المعرفة العلمية والتعليم، وكأنهما متلازمان، والواقع يشهد بنقيض هذا فقد تفوق نساء السلف قاطبة بغير تبرج ولا سفور ولا اختلاط، والشواهد التاريخية كثيرة جداً، ولعلي أشير هنا إلى شاهد حديث عن بلاد شنقيط في بداية القرن الرابع عشر الهجري حيث يقول الشيخ أحمد الأمين الشنقيطي (1331هـ) في كتابه الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ص517 : "أما الزوايا فلا يوجـد من بينهم ذكر ولا أنثى إلا ويقرأ ويكتب، وإن وُجد في قبيلة غير ذلك فإنه نادر، بحيث لا يوجد في المائة أكثر من واحد على تقدير وجوده"، ومن المفارقات الغريبة أن نسبة الأمية في موريتانيا في عام 2000م  بعد صيحات تحرير المرأة وصلت إلى 50%، والعجيب أنه شُوهد في فترة الستينات من القرن العشرين الميلادي المرأة الراقصة والمغنية والممثلة التي لا تجيد القراءة، ولا الكتابة، فاستطاعت دعوة تحرير المرأة أن تحررها من أخلاقها وقيمها في حين لم تستطع أن تحررها من جهلها وأمِّيتها .