تتجلى فوائد ممارسة الرياضة البدنية السَّوية في انعكاساتها الإيجابية المتعددة على معظم جوانب الصحة الإنسانية، فمع كونها ترتبط إيجابياً وبصورة جوهرية بنواحي الصحة العقلية، ولها دورها الفعَّال في مجال الصحة النفسية:فإن أثرها المتميِّز في الصحة الجسمية أجلُّ من أن يُحصر، حيث تشمل فوائدها الصحية الفائقة كل جوانب وأجزاء كيان الإنسان الجسمي، ووظائفه الحركية العامة.
والرياضة البدنية - مع كل هذا - وسيلة الفتاة الفعَّالة لجمال الجسم، وحسن القوام، ونضارة الشباب، خاصة في هذا العصر الذي قامت فيه الآلة الصناعية بجُلِّ مهام الإنسان العضلية، مما أعطى للممارسات الرياضية البدنية دوراً مهماً في التعويض الصحي عما أتلفته الآلة من قوى الإنسان البدنية، فقد كانت مهام النساء المنزلية بكل ما تحويه من الانفعال الحركي، والجهد العضلي، والنشاط الجسمي العام غير المقصود : كافياً - في مجمله - لإكسابهن الأهداف الصحية المنشودة من وراء ممارسة الفتيات المعاصرات للرياضة البدنية المقصودة، فإن الرياضة البدنية ليست هدفاً في حدِّ ذاتها، والألعاب الرياضية المختلفة ليست هي عين الرياضة البدنية - وإن كانت في العموم داخلة فيها - لأن مفهوم الرياضة أوسع من ذلك وأكبر. كما أن هذه الألعاب ليست مقصودة في ذاتها؛ بل هي وسائل للتربية البدنية، وإنما المستهدف من كل هذه الممارسات هو النشاط الحركي ذاته؛ فإن الرياضة تعني الحركة والتعب، "وليس التدريب والمنافسة ضروريين في الألعاب الرياضية كما هو الشأن في ألعاب القوى"، التي تتطلب التدريب المستمر، والممارسة المنتظمة، بهدف المنافسة الفردية والجماعية.
وبناء على هذا الفهم : فإن كل نشاط حركي سوي معتدل - مقصوداً كان أو غير مقصود، ضمن لعبة مباحة أو بدونها - فإنه في العموم نشاط رياضي، يخدم الصحة الجسمية، ويُؤثر فيها إيجابياً، ويدخل في هذا حركة المرأة في بيتها، وخدمتها زوجَها وولدها.
وعلى الرغم من أن مبدأ الممارسة الحركية للفتيات بضوابطها الشرعية أداءٌ مشروع في التصور الإسلامي،وأن الكسل بكل مظاهره الجسمية سلوكٌ مكروه:فإن هناك جمعاً من الضوابط الشرعية المهمة التي تحتاجها الفتاة لممارسة الألعاب الرياضية بصورة خاصة، والأنشطة الحركية بصورة عامة حتى تُحقق هذه الرياضات البدنية الهدف المنشود من وراء ممارستها, ولا سيما في هذا العصر الذي انفتحت فيه الفتيات على الأنشطة الرياضية بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، حتى إنه من الصعوبة بمكان إيجاد نوع من الرياضة - أيَّا كانت - ليس للإناث فيها حضور وبروز مشهود.