ترتبط الخرافات والسحر وما يتعلق بهما بالقضاء والقدر من جهة رغبة بعضهم في الكشف عن الغيب، والسَّعي في جلب المنفعة، أو دفع الضرر عن النفس أو الغير، وكل هذا مما يخالف العقيدة الإسلامية التي تفرض ضرورة التسليم بالقضاء والقدر، وعدم الاعتراض بالقول أو الفعل.
وتظهر خطورة الخرافات والسحر والشعوذة من جهة كونها واسعة الانتشار في القديم والحديث، وعلى جميع المستويات، وفي جميع الطبقات الاجتماعية، حتى في الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا واليابان، فقد فاق عدد العرَّافين والسحرة في فرنسا وحدها عدد الأطباء، وما زال المنجمون والعرافون في هذه الدول وفي غيرها يتمتعون – حتى اليوم – بشعبية كبيرة ، وعوائد مالية ضخمة.
وعلى الرغم من التقدم العلمي في هذه الدول إلا أن المعتقدات الخرافية المتعلِّقة بالأزمنة، والأرقام، والعادات ونحوها تنتشر بين العوام كأوسع ما يكون، وكثيراً ما تستغل وسائل الإعلام هذا الواقع في نشر السلوك الخرافي بين الناس، بهدف جذبهم إلى إنتاجهم الإعلامي بأنواعه المختلفة : المقروء، والمسموع، والمرئي.
وتتصل هذه الانحرافات بالفتاة من جهة كون النساء أكثر من يحترف هذه المهن، وأكثر من يتعاطى السحر ويشتريه، وأرغب الناس في الكشف عن أمور الغيب، بواسطة الفنجان، أو الكف، أو المندل وغيرها من طرق السحرة والعرافين، وقد كشفت دراسة ميدانية بالمدينة المنورة أن (70%) من المترددين على السحرة والمشعوذين هم من النساء، إضافة إلى أنهن أميل إلى الخرافة من الذكور، بل ربما بلغ ببعضهن الانحراف: أن تذهب إلى الساحر النصراني ليكتب لها حجاباً، ترد به –حسب ظنها- ما قد يضرها من مشكلات الحياة، حتى وصل الحال ببعضهم: أن ينصح الفتيات المخطوبات بأن يدرسن أبراج الخاطبين من الشباب قبل الموافقة على الخطبة.
ولما كان الأمر كذلك فإن تحذير الفتاة المسلمة من هذه الانحرفات العقائدية، وتوعيتها العلمية بخطورة هذه المسالك من خلال مفاهيم القضاء والقدر: يُعد من أهم ما يرد مثل هذه السلوكيات العقدية المنحرفة، خاصة إذا علم أن أكثر الناس علماً بالعقائد الصحيحة هم أكثر الناس بُعداً عن مثل هذه الممارسات الضالة.