20ـ اطمئنان الفتاة النفسي للقضاء والقدر

تشير بعض الدراسات إلى أن كثيراً من الشباب يُدوِّنون في مذكراتهم الشخصية قضية حتمية القضاء والقدر، وأنهم تحت مصير محتوم، ولا حول لهم تجاهه ولا قوة، وبعضهم يصيبه القلق الشديد من التفكير في الموت، حيث يقطع عليهم آمالهم وخططهم المستقبلية، ويحصل لهم من ذلك العنت الشديد.

إن هذا الشعور القَلِق، يرجع إلى أحد سببين: إما ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، وإمَّا سوء فهم حقيقة الإيمان به، وكيف يجب أن يكون.

إن الحقيقة التي لا بد أن يدركها المكلَّف – والفتاة على الخصوص – أن ما يصدر من قضاء الله تعالى للعبد المؤمن كلُّه خير، حتى ما يحصل له من الأذى، فكل ذلك ضمن مفهوم الخيرية في التصور الإسلامي، وأن محاولة تغيير القضاء، أو تأخيره: أمر لا قدرة للإنسان عليه، فكل شيء يجري في الكون قد كُتب وفُرغ منه، ولا يحصل الشعور ببرد الإيمان إلا بالتسليم الكامل – في ذلك – لله تعالى، حيث ينتج عن هذا التسليم الاطمئنان لقضاء الله تعالى أياً كان، كما قال ذو النون ~ٍٍِِ: "من وثق بالمقادير لم يغتم" يعني لا يصيبه هذا الحزن الذي يقع فيه كثير من الشباب، ويشكون من آثاره المؤلمة، كما فسَّر مجاهد ~ٍٍِِ النفس المطمئنة في القرآن بأنها: النفس "الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وأن ما أخطأها لم يكن ليصيبها".

إن إدراك هذا الفهم – وكذلك التَّيقُّن به – يبعث في نفس الفتاة استقراراً واطمئناناً في جميع الأحوال الطيبة والسيئة، وفي الرخاء والشدة، ويذهب عنها القلق والاكتئاب والتشاؤم، ويبعث في النفس دوام الأمل والتفاؤل في مقادير الله تعالى، وحسن الظن به جل وعلا.