17ـ استخدام أسلوب الوعظ والإرشاد في تربية النساء

يُعتبر الوعظ من أنجح أساليب التربية الإسلامية في التذكير باليوم الآخر، وإحياء الشعور به في النفس الإنسانية، وقد كان رسول الله r ينهجه مع أصحابه، ويخص النساء في بعض الأوقات بشيء من توجيهاته، إلا أنه عليه الصلاة والسلام كان يقتصد في الوعظ مخافة السَّآمة على أصحابه.

وتُعتبر مادة اليوم الآخر، وأحداثه المختلفة ذخيرة واسعة للوعظ والتذكير، وقد كان بعض النساء- عبر التاريخ الإسلامي- يجتمعن للوعظ، فتتولى أعلمهن تذكيرهن وتوجيههن إلى الخير.

ومن الأمثلة على ذلك: أم الدرداء رحمها الله، حيث كان يجتمع عندها الناس، فينشغلون بالذكر، فقال بعضهم لها يوماً: "لعلنا قد أمللناك؟ قالت: تزعمون أنكم قد أمللتموني ، فقد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئاً أشفى لصدري، ولا أحرى أن أصيب به الذي أريد من مجالس الذكر"، وكانت فاطمة بنت الحسين بن الحسن ابن فضلوية واعظة، ولها رباط تجمع فيه النساء الزاهدات للوعظ، وكذلك فاطمة ست العجم بنت سهل بن بشر كانت تعظ النساء في المساجد والأعزية، وزليخاء بنت إلياس الغزنوية كانت هي الأخرى من الزاهدات المتقشفات، وكانت تعظ النساء، فكان نهج الوعظ مشتهراً بين نساء السلف، وقد أجاز العلماء لهن حضور مجالس التذكير التي يحضرها الرجال، بشرط الحشمة والحياء والوقار.