يحترم التصور الإسلامي بدن الإنسان، فلا يعتبره شراً ولا منبوذاً ولا محتقراً، فهو " وعاء الطاقة الحيوية العاملة النشيطة التي تُعمِّر الأرض، وتستخرج كنوزها، وتستغل طاقاتها "، وعلاوة على ذلك فإن الجسم : مَرْكَب كيان الإنسان الكلي، ووسيلته المهمة للقيام بأعباء التكاليف الشرعية من العبادات، والمعاملات ونحوهما، فصلاحه : صلاح للدين، كما أن فساده: فساد للدين؛ فالصلاة - كمسؤولية عبادية مستمرة ومتتابعة لا تنفك عن المكلَّف - رغم أنها روحية الطابع إلا أنها مفتقرة إلى الجسد في الطهارة والحركة، وإلى العقل في التركيز والتمعُّن، وإلى القلب في النية والمقصد، فهي رغم طابعها الروحي المستتر فإنها - مع ذلك - تستوعب في الوقت الواحد، في كل لحظات أدائها جميع كيان الإنسان بأبعاده المختلفة، بحيث تختل هذه العبادة، أو ينقص فضلها بقدر اختلال أحد هذه الأبعاد الإنسانية، أو غيابه.
وكذلك الصيام الذي يستهلك من المكلَّف عصارة قواه البدنية والشهوانية، والحج والعمرة اللذان عدَّهما رسول الله e ميداني جهاد النساء البدني، كل هذه العبادات ونحوها مفتقرة إلى قوى الجسد السليم، القادر على القيام بأعباء التكاليف المفروضة، فلا بد أن ينال الشاب - كعضو إنساني مكلَّف - نصيبه من الرعاية الصحية الجسمية التي تؤهله للقيام بأركان العبادات المفروضة، وتُساعده على الاستزادة الوافرة من نوافلها المستحبة والمندوبة، وفي هذا تقول التابعيَّة الفاضلة حفصة بنت سيرين عن العبادة في زمن الشباب : ((يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب)).