الشعائر التعبدية كالصلاة، والصيام، والحج تنبِّه الإنسان إلى حقيقتين مهمتين، الأولى: لفت نظره إلى الجانب الروحي بين جنبيه، والثانية: تنبيه الإنسان إلى الوجود الحق المتمثل في اليوم الآخر، فالعبادة تزكي النفس من جهة، وتذكِّر المكلَّف بالآخرة من جهة أخرى.
والأخبار عن رسول الله r في هذا المعنى كثيرة: منها قوله: "ما من رجل يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة حتى إنها لتصطفق…"، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام في شأن الصلاة خاصة: "من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ووضوئهن ومواقيتهن، وعلم أنهن حق من عند الله: دخل الجنة، أو قال: وجبت له الجنة"، وقال عليه الصلاة والسلام في الوضوء: ((ما منكم من أحد يتوضأ فيُبلغ أو فيُسْبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء ))، وقال عليه الصلاة والسلام في شأن الصيام: ((من صام يوماً في سبيل الله، بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً)). ويظهر بوضوح من هذه الروايات النبوية: أن الشعائر التعبدية: تُعد من أعظم وسائل تنمية الإيمان باليوم الآخر؛ حيث تربط النفس الإنسانية -من جهة- بالثواب الأخروي، وتُحيي مشاعر اليوم الآخر فيها، ومن جهة أخرى تعمل على الترقي بها روحياً حتى تزكو، وتتطهر من أدران المعاصي والأخطاء.