4ـ أهمية الأخلاق لاتزان الفتاة السلوكي

تكثر التوترات في مرحلة الشباب، وفترة التوجه نحو النضج، حيث يصاحبها شيء من التصرفات الصاخبة، والارتباكات، وعدم التوازن، وذلك بسبب التغيرات والتطورات الجسمية والنفسية والعقلية المصاحبة لعملية النمو.

وهذا الطبع قد لا يكون شاذاً، ولا مستنكراً؛ فإن التفلت من الالتزامات الخلقية في بعض الأحيان لا يعد سلوكاً غريباً على الطبع الإنساني، وإنما المستنكر أن يكون هذا الطبع خلقاً دائماً لا يكاد ينفك عنه صاحبه، وعندئذٍ يصبح مرضاً يحتاج إلى علاج.

والفتاة أحوج ما تكون للاتزان السلوكي؛ وذلك لطبيعة المهمات الاجتماعية والتربوية التي تتهيأ للقيام بها، والتي قد تستدعي شيئاً من الإثارة، التي قد تخرج الفتاة عن نهج الاتزان.

وللأخلاق الإسلامية في شخصية الفتاة المسلمة أهميتها وضروريتها: لتحقيق جانب الاتزان في سلوكها؛ فالسلوك "هو مفتاح شخصية الإنسان؛ لأنه ترجمانها ولسان حالها، والمعبر عما في مكنوناتها، والكاشف عن خباياها، والناطق بأسرارها، وهو القالب المحسوس الذي تتجسد فيه المشاعر والأحاسيس، والعواطف والانفعالات.. وهو الإطار الذي تتحدد فيه ملامح النضج العقلي والنفسي والاجتماعي، فإذا رسخت الأخلاق – من خلال التربية الإسلامية – في طباع الفتاة، وتشربت بها نفسها: كان الاعتدال السلوكي نهجها، فإن الثابت ميدانياً: أن الفتيات المتدينات أكثر اتزاناً، وانضباطاً من غيرهن".