إن من مفاخر التاريخ البشري التي صنعها القرآن الكريم: جيل الصحابة الكرام الذين تربوا على هذا الكتاب فخرجوا على أعظم صورة مشرقة تعد -بحق- مفخرة للتاريخ الإنساني الطويل، فقد زكاهم المولى U بقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ …} [آل عمران:110]، فجاء هذا الجيل كأكمل ما يمكن أن يكون من جيل إنساني عبر تاريخ البشرية في قرونها المتطاولة .
إن مراجعة أخبار هذا الجيل الفريد، والاطلاع على العوامل التي أثرت فيه، تُبَيِّن للمسلم المعاصر أن القرآن الكريم كان - مع وجود شخص رسول الله r - أعظم عامل في إخراج هذا الجيل المبارك، وهذا يُحَفِّز الهمة، ويبعث الرغبة في نفس المسلم نحو هذا الكتاب، إيماناً به، وعملاً بمقتضاه .