من آثار الإيمان بالملائكة إحياء روح الأدب معهم، وتجنُّب كل ما عُلم أنه مكروه لهم ابتداء بالمعاصي والمنكرات، وانتهاء بالروائح الكريهة، وبعض المأكولات، فقد كان رسول الله r يحرص على ذلك، حتى إنه كان يتجنب أكل البقول لئلا يؤذي جبريل u برائحتها، وكان ينهى أصحابه عن أكلها قبل الصلاة حتى لا يؤذوا الملائكة والمصلين عند أداء الصلاة.
وهذا التأدب يدفع المكلف إلى تلمس المعرفة التي تسوقه إلى الأدب مع الملائكة في تجنب المعاصي، وفي طيب الرائحة، والنظافة في الملبس، والمسكن، ونبذ الصور المجسمة، والحيوانات المستقذرة التي ثبت بالسنة نفور ملائكة الرحمة منها، كما قال عليه الصلاة والسلام: (( لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة ))، وفي رواية: (( …. ولا تماثيل)).
ومن الأدب معهم اجتناب وصف الملائكة الموكَّلين منهم بالبشر بأنهم خدم الناس؛ فهذا من سوء الأدب، خاصة إذا علم أن الخلاف قائم في التفضيل بين الملائكة والأنبياء، ومن سوء الأدب معهم أيضاً وصف المرأة أو الممرضة بالملك؛ فهذا معارض لصريح القرآن، الذي أنكر وصفهم بالإناث.
والمقصود تلمُّس كل سلوك ولفظ حسن في التعامل مع هذا الخلق الكريم، وتجنب كل نهج يؤذيهم، أو يستجلب بغضهم ولعنتهم.