1ـ تعليم الطفل الوضوء

استعداداً لأداء الصلاة صحيحة على الوجه المطلوب يدرب الأب ولده في السابعة من عمره، أو قبل ذلك بقليل، على إتقان الوضوء، والطهارة، فيعلمه كيف يتطهر وينظف أعضاءه الظاهرة والباطنة، فيأمره بتطهير أعضائه الباطنة ويستنجي بالماء، ويسمي له تلك الأعضاء بأسمائها المعروفة في الشرع دون تكنية، ثم يُدربه على الوضوء عن طريق المشاهدة، فيتوضأ أمامه عدة مرات ببطء حتى يدرك الولد الترتيب، ويستعمل الأب الماء الفاتر بين البارد والساخن ؛ لئلا ينفر الولد من حرارته أو برودته، ولو بدأ تعليمه الوضوء في الصيف كان ذلك أرغب للولد لميله إلى التبرد لسخونة الطقس، ويمكن تزويد الولد ببعض الكتيبات المدعمة بالصور، والمخصصة لتعليم الأولاد الصغار طريقة الوضوء.

ويعطي الأب ولده الفرصة للتطبيق العملي أمامه، فإن أخطأ علمه ووجهه، دون تعنيف أو قسوة، فإذا أصاب وأحسن الوضوء مدحه واحتضنه وقبله مشعراً له برضاه عنه.

ولا يكتفي الأب بمجرد تعليم الولد طريقة الوضوء وسننه فحسب، بل يوجهه إلى الجانب المعنوي الهام في أداء الوضوء ذلك أن الله أمر به، والرسول r هو الذي علمنا الطريقة، فالمسلم يقتدي به في الطريقة والترتيب، ويبين للولد فضل الوضوء ليرسخ في نفسه حبه والميل إليه، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفوراً له ), فيتعلم الولد الجانب المعنوي في الوضوء، ويعرف أنه طهارة للبدن والنفس معاً.