4ـ سنة التحنيك للمولود الجديد

4 - سنة التحنيك للمولود الجديد

التحنيك سنة مؤكدة من سنن الهدى التي سنها رسول الله r لأمته، فكان عليه الصلاة والسلام يؤتى بالصبيان فيدعو لهم ويحنكهم، وربما تفل من ريقه المبارك في أفواههم، فقد أورد البخاري رحمه الله في صحيحه أن رسول الله r جاءته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما بعبد الله بن الزبير بعد أن ولدته " فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله r، ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له فبرَّك عليه ".

والطريقة في هذه السنة كما هي في الحديث السابق أن يأخذ الأب أو من يراه من العلماء أوالصالحين من الأقرباء أو الجيران أو الأصدقاء، ممن عرفت سيرته بالصلاح والخير، تمرة يمضغها في فمه مضغاً جيداً، ثم يأخذ بعضاً منها بأصبعه فيضعه في فم الغلام ويدلكه من الداخل متأكداً من وصول بعضه إلى الجوف، فإن لم يجد تمراً حنكه بأي حلو. ومعجون التمرأفضل اقتداءً بالرسول r، كما أن غدد الفم تستجيب لحلاوة التمر انسجاماً مع الفطرة، " وقد تبدو العلاقة هنا مادية بحتة، غير أن الأثر الذي يخلفه هذا التذوق في الفم يختزن في الواعية ويكون مع مرور الزمن مدعاة لكل حلاوة … ونفوراً من كل قبيح واستقبالاً لكل جميل ".

ويراعي الأب عدم إعطاء المولود الجديد أي طعام قبل تحنيكه اقتداء بالسنة، كما فعلت السيدة أسماء بنت أبي بكر مع ولدها عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهم أجمعين، كما هو في الحديث الذي تقدم، فيكون بذلك قد أصاب السنة في هذا الأمر.