9ـ أدب الطفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

9 - أدب الطفل مع رسول الله r

من ضروريات التخلُّق مع رسول الله r: الأدب بحضرته في حياته، ومع سنته وعند ذكر اسمه بعد وفاته، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} الحجرات:2]، وقال أيضاً: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} [النور:63]، أي: لا يُنادى عليه الصلاة والسلام باسمه، بل يُنادى بأدب النبوة فيقال: يا رسول الله، أو يا نبي الله، وهكذا.

ويعود الأب ولده على هذا الأدب القرآني العظيم، فإذا سمع حديث رسول الله r يقرأ من كتاب، أو في المذياع، أمر الأب الجميع بالصمت والإنصات لسماع الحديث، فيستشعر الولد منزلة الرسول عليه الصلاة والسلام عند المسلمين.

ويعود الولد على الصلاة والسلام عليه كلَّما ذكر اسمه، ويكون الأب القدوة لولده في ذلك، فإذا سمع اسمه بادر بالصلاة والسلام عليه رافعاً بذلك صوته ليسمع الأولاد، ويتعلموا منه، وعليه أن يلاحظهم بعد ذلك فإذا أهمل أحدهم الصلاة والسلام على الرسول r نبهه، وبين له أن هذا فعل البخلاء، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ))، ويوضح له أمر الله U في هذا، فيذكِّره بقول الله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}.

ويحث أولاده على الإكثار من الصلاة والسلام عليه خاصة يوم الجمعة، والليلة التي قبلها، لقوله عليه الصلاة والسلام: ((أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً)). ولا بأس أن يكافئ المكثر من الصلاة والسلام عليه من الأولاد فيثني عليه، ويعطيه هديةً أو نقوداً.

وبهذا التعظيم والإجلال لشخص رسول r، والتأدب معه يوقع في نفس الولد شعوراً خاصاً نحوه، فيتعود الأدب مع سنته، ويظهر تعظيمه لها واتباعها إذا كبر واشتد عوده.