7ـ ترغيب الطفل في حب الأنبياء

7 - ترغيب الطفل في حب الأنبياء

إن أحب خلق الله إلى الله هم الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام. فهم أولياؤه وخاصته وخيرته من خلقه اصطفاهم واختارهم من بين جميع خلقه، قال الله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج:75]، وقد هدد الله سبحانه وتعالى من يعاديهم، فقال: {مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:98]، فمن عاداهم وصف بالكفر والجحود، كما أن من أحبهم ووالاهم وصف بالإيمان والإسلام ؛ بل إن معاداة نبي من الأنبياء هو كفر بالجميع ومعاداة للجميع. يقول ابن كثير رحمه الله: ((فمن عادى رسولاً فقد عادى جميع الرسل، كما أن من آمن برسول فإنه يلزمه الإيمان بجميع الرسل، كما أن من كفر برسول فإنه يلزمه الكفر بجميع الرسل)).

ولما كان حب الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام من أعظم القربات إلى الله U، فإن مسؤولية الأب تتجسد في تركيز حبهم وموالاتهم في صدور الأولاد مستغلاً بيان فضلهم، ومنزلتهم، وكمالهم، فتتعلق قلوب الأولاد بهم حباً وولاءً.

يعرف الأب أولاده بالأنبياء الكرام عليهم السلام، وبمهامهم التي كلفهم الله القيام بها، مبيناً طبيعة شخصياتهم، وأنهم أكمل الناس خُلُقاً وخَلْقاً، فيحدث أولاده عن جمالهم، وكمالهم، وحسن صورهم، وطيب ريحهم، وكرمهم، وصبرهم على سوء خلق الناس وأذاهم.

ويعرض عليهم بعض قصصهم مع أقوامهم، وكيف لاقوا العنت، والتكذيب، رغم وضوح الأدلة وقيام الحجة، ويعرض الأب هذه القصص عرضاً شيقاً جذاباً، مراعياً سن الولد ؛فإن كان صغيراً قبل التمييز اختار له القصص القصيرة الموجزة، وإن كان كبيراً مميزاً بسط له القصة وأطال سردها، مراعياً في كل هذا إبراز شخصيات الأنبياء في أكمل صورة، متجنباً الروايات الإسرائيلية الغريبة، والمنقولات غير الصحيحة، والتي يمكن أن تحمل معاني لا تليق بمقام الأنبياء الكرام، ومراعياً أيضاً إبراز الصراع الدائر في هذه القصص بين الحق والباطل، مبيناً أن الأنبياء إنما أرسلوا لإقرار عقيدة التوحيد، والخلوص من الشرك بكل صوره، مشيراً إلى انقسام أقوامهم بين مكذب ومصدق، مؤمن وكافر، ثم يقر الحقيقة الكبرى، والسنة الجارية، في نهاية المطاف، بعد طول صبر وعناء، حيث يهلك المكذبون، وهم الأكثر، وينجو وينتصرالمؤمنون وهم القلة، موضحا أن الحق لا يعرف بكثرة الناس أو قلتهم، بل يعرف بموافقته للوحي المنزل من الله عز وجل.

ويستعين الأب في عرضه لقصص الأنبياء بكتاب "قصص الأنبياء" لابن كثير، وكتابه "البداية والنهاية" كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، وكتاب "الرسل والرسالات" لعمر الأشقر، وكتاب "حياة  وأخلاق الأنبياء" لأحمد الصباحي عوض الله، وغيرها من الكتب. ويكون أسلوب الأب في العرض عن طريق تلخيص القصة من هذه الكتب أو من أحدها، ثم عرضها على الأولاد. ولا تقرأ مباشرة من المرجع، لصعوبة الأسلوب خاصة الكتب القديمة.

ولا بأس بتزويد الولد القادر على القراءة ببعض قصص الأنبياء المؤلفة للصغار ككتاب "قصص النبيين" لأبي الحسن الندوي، وكتاب "أنبياء الله" لأحمد بهجت، وغيرهما، ومن وقت لآخر يناقش الأب ولده فيما قرأ، ليتأكد أنه فهمه الفهم المطلوب، وتوصل إلى الهدف المنشود، والعبرة من القصة.