12 - خطر الفراغ على سلوك الطفل
يعد الفراغ ووفرة الوقت لدى الناس -والشباب بصفة خاصة- مشكلة من المشكلات الكبيرة التي يعانون منها، فإن كثيراً من مظاهر الانحرافات السلوكية المختلفة كان الفراغ من أهم الأسباب الدافعة إليها، إذ إن وفرة الوقت دون عمل أياً كان يوقع صاحبه في أسر الوساوس الشيطانية، والأفكار والهواجس النفسية الخطيرة، فيبدي له من التصورات، والأفكار الجديدة والكثيرة ما لا يمكن أن يحصل له أثناء الانشغال بعمل ما.
والولد الذي يعيش في جو يملؤه الفراغ القاتل، دون اهتمام من أب أو أم، في مراعاة وضعه النفسي، والعمل على شغل فراغه، فإنه بلا شك يكون تحت أسر الوساوس والأفكار النفسية، وربما سولت له نفسه القيام بعمل من الأعمال القبيحة، كالسرقة، أو إيذاء أحد، أو العبث في المطبخ، أو محاولة الاطلاع على قضايا من شؤون الوالدين، أو ربما ساقه هذا الفراغ الممل إلى العبث بنفسه، فيمارس العادة السرية، أو يتعاطى شيئاً من المواد المخدرة، أو غير ذلك من مظاهر الانحرافات التي يمكن أن يحدثها الفراغ.
لهذا يحرص الأب على حماية أولاده من الفراغ فيعمل جاهداً على إشغال يومهم بما ينفعهم من النشاطات الثقافية، والرياضية المختلفة.